تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٢١٨
وبعبارة أخرى: إن المعلق على الشرط إنما هو تنجز المنشأ بذلك الإنشاء وصيرورته بعثا وتحريكا فعليا، بحيث يستتبعه استحقاق العقاب على مخالفته في الوقت المضروب لأداء متعلقه، فإن الآمر إذا التفت إلى أن للفعل مصلحة عند وجود أمر، فيكون ذلك داعيا له - قبل تحقق ذلك الأمر - إلى إنشاء طلب شأني الآن معلق بلوغه إلى مرتبة البعث والتحريك الفعلي على وجود ذلك الأمر في الخارج، بحيث إذا وجد يكون المحرك والباعث له نحو الفعل حينئذ هو ذلك الطلب الشأني من غير حاجة إلى طلب جديد أصلا، فهذا الطلب والتحريك الفعلي إنما هو ذلك الشأني، بمعنى أن أصله ومادته إنما هو ذلك، وإنما وجود الشرط صار سببا لنموه وكثرته، فمثله كمثل الزرع، حيث إن أصله إنما هو من البزر () الذي ألقاه الزارع، ونموه من قبل المربيات له من الماء وغيره، ولذا لو أمر مولى عبده بشيء على هذا الوجه، ثم حضر زمن وجود الشرط وكان المولى غافلا عن أنه أمره من قبل أو عن وجود الشرط لكان () ذلك الطلب محركا للعبد حينئذ نحو الفعل، بحيث لو ترك الامتثال حينئذ معتذرا - بأن ذلك الطلب لم يكن منجزا، ولم يصدر منه طلب منجز بعده - لاستحق الذم والعقاب .
والحاصل: أن المعلق على الشرط إنما هو تنجز ذلك الطلب الشأني، وهو - أي التنجز - حالة بين الآمر والمأمور: إذا أضيفت إلى الآمر تسمى بعثا وتحريكا فعليا، وإذا أضيفت إلى المأمور تسمى اشتغالا فعليا.
فإذا عرفت ذلك فقد ظهر لك فضاحة () حال المناقشة المذكورة، إذ بعد
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377