تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٢١٠
ثم إن شيخنا الأستاذ - قدس سره - قد تصدى لتصحيح أصالة عدم التداخل على تقدير كون الأسباب الشرعية معرفات: بأن الأدلة حينئذ قاضية بسببية كل منها للعلم بالطلب على نحو الاستقلال، ولازم تعدد سبب العلم تعدد العلم على وجه يكون هناك علوم متعددة يمتاز كل منها عن الآخر، حيث إنه معلول بالفرض، وتعدد العلة مستلزم لتعدد المعلول كذلك، وتعدد العلم مستلزم لتعدد المعلوم، وهو الطلب، وقد مر أن تعدده مستلزم لتعدد الامتثال، فيكون الأصل على هذا التقدير - أيضا - عدم التداخل، وهو المطلوب.
لكنه مشكل من وجهين:
أحدهما: أن استلزام تعدد العلة لتعدد المعلول ليس على كليته، بل إنما هو فيما إذا كان المعلول من غير الكيفيات القابلة للشدة والضعف، وأما إذا كان منها فلا، ألا ترى أن تعدد أسباب الألوان أو الأمراض لا يوجب تعدد اللون والمرض.
نعم يوجب تأكدهما بمعنى أن الحاصل منهما بواسطة الأسباب المتعددة آكد وأشد مما يحصل من واحد من تلك الأسباب (1).
ومن المعلوم أن الفرد الشديد ليس فردين وموجودين يمتاز كل منهما عن الآخر، فإن الضعيف الممتاز عنه إنما هو الذي لم يكن في ضمنه.

(1) لا يقال: إن على تقدير كون تلك الأسباب معرفات إنما يلزم ما ذكر من عدم استلزامها حينئذ لتعدد المعلوم لجواز التأكيد في مسبباتها - وهي العلم - بناء على ثبوت معرفها بدليل قطعي، وأما إذا ثبت ذلك بطريق ظني فلا يتم ذلك، لعدم إفادتها حينئذ العلم، حتى بتداخل العلم الحاصل من بعض مع الحاصل من الآخر.
لأنا نقول: إذا ثبت ذلك بطريق ظني يكون () كل واحد من تلك الأسباب سببا للعلم بالحكم الظاهري مع الحاصل من الآخر. منه طاب ثراه، وجعل الجنة مثواه.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377