مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٨٣
الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف لم يكلمه محمد، صلى الله عليه وسلم.
ولم يرد عليها الفارس بكلمة.
لوى عنان فرسه وقد احتمله الغضب، فلم يتوقف حتى بلغ البيت العتيق، ولمح أبا جهل بن هشام جالسا هناك بين القوم يتشدق بما آذى به محمد بن عبد الله. فشق حمزة طريقه إليه صامتا لا يتكلم، إلى أن قام على رأسه فرفع قوسه وشجه بها شجة منكرة وهو يقول متحديا:
- أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرد ذلك علي إن استطعت!
وغشي القوم دوار ما كادوا يفيقون منه حتى أدركوا أن السهم قد نفذ!
أسلم حمزة، وكان حتى تلك اللحظة على دين آبائه. وعرفت قريش أن محمدا ازداد به عزا ومنعة، فلن يلبث حمزة أن يدخل المعترك بينه وبين المشركين، فارسا لا يلحق به غبار، وأسدا لا يغلب.
وأوى حمزة إلى بيته فبات ليلته مؤرقا، يدعو الله أن يشرح صدره للدين الجديد الذي أعلن دخوله فيه، مدفوعا بمروءته وشهامته ونجدته.
حتى تنفس الصبح، فغدا حمزة إلى الكعبة فما استقبلها إلا وقد اطمأن قلبه وتفتح لنور الحق.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست