مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٨٠
- يا ابن أخي، أبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الامر ما لا أطيق.
رد المصطفى، وقد ظن أن عمه ضعف عن نصرته:
(يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته).
واستعبر لم يملك دمعه، وهو يوشك أن يفارق عمه الذي كان له أبا وكافلا وراعيا وصديقا.
ناداه عمه وقد رآه يمضي حزينا أسفا:
- أقبل يا ابن أخي.
فأقبل عليه الصلاة والسلام ليسمع كلمة عمه أبي طالب:
- اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشئ أبدا.
عرفت قريش أن أبا طالب لن يتخلى عن نصرة أبن أخيه ولن يخذله، فليس لها إليه من سبيل إلا أن تخوض حربا مع بني هاشم.
وفي سورة غيظها وقهرها، زين لها سفهها رأيا أحمق: ماذا لو ساومت أبا طالب على محمد، ابن أخيه، وتعطيه فتى من فتيانها بديلا عنه؟
وليكن هذا البديل (عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي) زين شباب بني مخزوم فتوة وعقلا.
وقبل عمارة، رجاء أن تنحسم به الفتنة التي مزقت قومه قريشا.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست