مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٨١
وبقي أن يرضى أبو طالب!
ومشوا إليه بعمارة بن الوليد فقالوا:
- يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد، أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم، فنقتله فإنما هو رجل برجل.
ولم يصدق أبو طالب سمعه!
كيف بلغ بهم السفه أن يساوموه على ابن أخيه بمثل هذه الصفقة الحمقاء؟ لقد أضاعت قريش رشدها ورب الكعبة!
قال في تؤدة:
- والله لبئس ما تساومونني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدا.
قال له (المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف):
- والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا.
ورد أبو طالب على المطعم، حفيد عبد مناف بن قصي:
والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي، فاصنع ما بدا لك.
وانصرف القوم على يأس.
وكذلك نفض أبو طالب يده من بني عمومته، آل عبد شمس.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست