مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٧٠
قالوا: ما حجر نطوف به لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع؟
يا قوم، التمسوا لكم دينا فإن قومكم على سفه وضلال.
ثم تفرقت بهم السبل:
بعضهم مال إلى النصرانية وأقام في الحبشة أو في بلاد الروم.
وبعضهم قرأ الكتب فلم يدخل في نصرانية ولا يهودية، واكتفى باعتزال الأوثان والذبائح التي تذبح قربانا لها، ونهى عن قتل الموؤودة وقال: أعبد رب إبراهيم.
من هؤلاء، كان أمية بن أبي الصلت: شاعر ثقيف وحكيمها.
وأمه من صميم البيت القرشي: رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف. وعبد مناف هو الجد الثالث للمصطفى: محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف.
لم يذهب أمية إلى روم أو حبشة، بل قرأ كتب الدين ورغب عن عبادة الأوثان، وأقام في قومه يتنبأ لهم بدين جديد آن وقته، ويتحدث فيهم عن نبي مرسل حان مبعثه، ويشدو في ليل الجاهلية بدعاء الفجر المرتقب:
إن آيات ربنا ظاهرات * ما يماري فيهن إلا الكفور حبس الفيل بالمغمس حتى * ظل يحبو كأنه معقور كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة زور وبزغ النور الذي بشر به أمية.
وجاء دين التوحيد الذي أرهص به وشدا له.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست