مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٠٦
علينا الحجاب، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك. فدنوت من أبي فقلت له:
- كيف تجدك يا أبت؟
فرد مرتجزا:
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله فقلت: والله ما يدري أبي ما يقول.
ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له:
- كيف تجدك يا عامر؟ فرد منشدا:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه قلت: والله ما يدري عامر ما يقول.
وكان بلال إذا تركته الحمى، اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته، يذكر مكة وربوعها:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بفخ وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل تبدون لي شامة وطفيل فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم فقلت:
- إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست