مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٠٤
بالها في كثير أو قليل. فما غاب عنها أن ليس لسودة في قلب زوجها مكان!
وإنما الذي كان يشغل عائشة، هو ذلك الحب العميق الذي حظيت به (خديجة) قبلها من الزوج المصطفى، وتلك الذكرى الحية لمن استأثرت بكل عواطفه ربع قرن من الزمان.
والزوج الحبيب يروض عائشة على أن ترضى منه بحظوتها لديه، ومنزلتها في قلبه وفي حياته.
هل كانت (عائشة) طفلة، كما يحلو لبعض المستشرقين أن ينعتوها، وهم يقيسون نضج المرأة في المجتمع العربي مند أربعة عشر قرنا، بمقاييس المجتمع الغربي في عصرنا؟
الذي يعرفه تاريخنا، هو أن عائشة في صباها الغض وأنوثتها الذكية، بدأت من اليوم الأول لحياتها الزوجية، تحقق وجودها في بيتها الجديد وتعي دورها الفذ في حياة زوجها الرسول عليه الصلاة والسلام، وتفرض شخصيتها على المجتمع المدني، ثم على التاريخ الاسلامي الذي عرف لها أعمق الأثر في الحياة الفقهية والسياسية والاجتماعية للأمة الاسلامية.
هل نسى المهاجرون وطنهم الأول في البلد العتيق، مهد مولدهم ومغنى صباهم ومثوى آبائهم من قديم الزمان؟
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست