المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٢٤
أواسط العقد الثالث من عمره المبارك وهو يتمتع بكل معاني الكمال من الجمال والعزة والكرامة وسمو المكانة وعلو الرتبة وقوة الشخصية وقد كان يتمكن بسهولة أن يخطب له أي فتاة من فتيات قريش مهما علت بشأنها وجمالها.
فهو منار شباب قريش والمقدم عليهم في كل مضمار، ولكنه بدافع خفي وجد نفسه يندفع إلى خديجة بنت خويلد السيدة التي تكبره بخمسة عشر سنة متجردا عن العواطف الشهوانية، والأهواء المادية مترفعا عن كل ما يصبو إليه غيره من متعة جسدية، وغايات رخيصة.
فهو كان يرى في الزواج شركة روحية مقدسة لا تطغو عليها المادة ولا تتحكم فيها النزعات الحيوانية.
فالزواج في نظر الرسول الأعظم امتزاج روحين، ووحدة هدف، وغاية وتعانق قلبين طاهرين قبل أن يكون صلة جسدية.
ومن أجدر من خديجة بنت خويلد بأن تحتل في قلب محمد وفي حياته مكان الصدارة، وفعلا فقد دخلت خديجة في حياة رجلها الخالد كامرأة رابعة، ولكنها لم
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»