المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ١٩
تتابعه بعينها وهو ينمو إلى الشباب الزاهر، ثم يكتمل شبابه ويغدو رجلا ملء السمع والبصر.
كانت ترى فيه حصنا ورصيدا لها في مستقبل أيامها وكانت تستمد من وجوده العزيمة والمضاء. ولشد ما كانت تعتز بأن تراه وهو يحتضن وليدها الغالي علي فهي فخورة بهذا الاحتضان الروحي ومتفائلة به خيرا.
فمحمد هو أول شخص أبتسم له ابنها علي بعد إذ خرجت به من الكعبة، وهي تحمله بين ساعديها الحنونين، فهي لا تنسى أبدا أن عليا ولد في الكعبة وفي أشرف بقعة فيها، وها هو عليها العزيز، وقد أخذ ينمو ويترعرع تحت رعاية وتوجيهات ابن عمه الصادق الأمين محمد بن عبد الله ومحمد رسول الله أيضا بعد إذ غدا شابا.
وفي أوج شبابه لم يكن لينسى لفاطمة بنت أسد حبها ولم يكن ليتنكر لحنانها مطلقا، فهو لها كولدها في كل أدوار حياته وفي كل أحواله، وقد استخلص لنفسه ولدها علي بعد إذ عمت المجاعة في مكة.
وكان عمه أبو طالب كثير العيال مرهقا بتكاليف
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»