المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٢٥
تدخل في حياته وهو محمد بن عبد الله فحسب، بل وهو رسول الله وخاتم أنبيائه أيضا.
وهكذا كانا مفترقين ثم جمعهما القدر السماوي دون أن يشعرا ليضم ثروة خديجة إلى دعوة محمد، وما أحوج الدعوة إلى رصيد تسلك به الطريق، وقد وجد كل منهما ضالته المنشودة في قرينه وصفيه، فخديجة بنت خويلد ربيبة الترف والدلال والمتقلبة في أحضان النعمة والثراء، تفنى في رجلها الحبيب الفقير وتتعرف في كل لحظة على معنى من معانيه، يزيدها فناء فيه ويحبب إليها ذلك الفناء.
ومحمد بن عبد الله أحسن رجال قريش شكلا وأعرقهم أصلا وأصدقهم لسانا وأقواهم جنانا وأذيعهم صيتا وأعلاهم درجة وهو في الخامسة والعشرين من عمره الشريف يخلص لزوجته الوفية خديجة وهي في الأربعين من عمرها المبارك. يخلص لها خلوص الزوج الواثق ويركن إلى حنانها وعطفها ركون الابن إلى أمه.
وخديجة هي رابعة امرأة دخلت في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن أتراه كان نسي النساء الثلاث اللاتي تقدمنها...
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»