نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٦٨
بما تعكسه من آثار ذلك الاعداد الخاص ونتائجه. فقد كان الامام هو المفزع والمرجع لحل اي مشكلة يستعصي حلها على القيادة الحاكمة وقتئذ (113). ولا نعرف في تاريخ التجربة الاسلامية على عهد الخلفاء واقعة واحدة رجع فهيا الامام إلى غيره لكي يتعرف على رأي الاسلام وطريقة علاجه للموقف، بينما نعرف في التاريخ عشرات الوقائع التي أحست القيادة الاسلامية الحاكمة بضرورة الرجوع إلى الامام على رغم تحفظاتها في هذا الموضوع.
وإذا كانت الشواهد كثيرة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان بعد الامام إعداد خاصا لمواصلة قيادة الدعوة من بعده، فالشواهد الفكرية والسياسية رسميا إلى الإمام علي (عليه السلام) لا تقل عنها كثرة، كما نلاحظ ذلك في حديث الدار (114)، وحديث الثقلين (115)، وحديث المنزلة (116)، وحديث الغدير (117)، وعشرات النصوص النبوية

(١١٣) راجع الملحق، وراجع تاريخ الخلفاء / السيوطي / ص ١٧٠ / ١٧٢. قال عمر بن الخطاب:
" لا أبقاني الله لمعظلة ليس لها أبو الحسن " الصواعق المحرقة / ابن حجر / ص ١٢٧.
(١١٤) حديث الدار: عند ما نزل قول تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) راجع تفسير الخازن / ج ٣ / ص ٣٧١، دار المعرفة - بيروت.
(١١٥) حديث الثقلين أخرجه أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، راجع: صحيح مسلم / ج ٤ ص ١٨٧٣، صحيح الترمذي / ج ٥ / ص ٥٩٦ - تحقيق كمال الحوت / طبعة دار الفكر.
(١١٦) حديث المنزلة: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى... " صحيح البخاري / ج ٥ / ص ٨١ / باب ٣٩.
(١١٧) حديث الغدير: راجع سنن ابن ماجة / المقدمة / باب 11 / ج 1 ص 43، ومسند الإمام أحمد / ج 4 / ص 281 - طبعة دار صادر - بيروت.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 71 73 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة