نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨
نهج فيها الشهيد الصدر (رضي الله عنه) المنهج العلمي الرصين، وأحكم فيها المنطق النزيه، وسار في خطواتها بعمق الخبير البصير الذي يعرف منذ البداية كيف ينقل القاري خطوة بعد خطوة بما يمليه منطق الحق.
لقد تناول الشهيد الصدر هذا الموضوع الخطير فجاء فيه على وجازته بما لم يسبقه إليه، من قوة الحجة ومتانتها، ورصانة العبارة ودقتها، وحسن العرض ولطافته، مع كثرة نكته وإشاراته التي يفطن إليها كل أديب وأريب، ولكنها تغيب عمن لم يمارس هذا النوع من البحوث الكلامية العميقة، ولم يلج ميدان الحجاج والمناظرة، ولم يعالج من قبل النصوص النبوية الشريفة، والوقائع التاريخية. ومع أهمية هذا البحث العميق موضوعا وأسلوبا ومعالجة، إلا أن مما يوسف له أنه لم يخرج إخراجا يليق به، ولم يحظ بالتحقيق والتعليق بما يرشد إلى مظان الشواهد، ويوضح الدليل في موارد الإشارة وينبه إلى مواطن الحجة حتى يتجلى فيها للقاري صدق المنطق فيطمئن إلى منطق الصدق.
إن هذا البحث - الذي بين يديك - كان في الأصل تصديرا بقلم الشهيد الصدر (رضي الله عنه) لكتاب الدكتور عبد الله فياض الموسوم ب‍ " تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة " الذي صدرت طبعته الأولى في بغداد - مطبعة أسعد - عام 1390 ه‍ / 1970 م. ثم نشر في كتاب مستقل عام 1397 ه‍. فقد نشر في القاهرة باشراف السيد طالب الحسيني الرفاعي - دار أهل البيت - مطابع الدجوي - عادين - القاهرة،
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 5 6 7 8 9 10 11 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة