كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٨١
فقال له: يا رسول الله متى تبين لي؟ فقال: الليلة إن شاء الله تعالى ثم انصرف فدعا رسول الله (ص) بلالا فقال: إني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمى وأنا أحب أن يكون من أخلاق أمتي الطعام عند النكاح، اذهب يا بلال إلى الغنم وخذ شاتا وخمسة أمداد شعيرا واجعل لي قصعة فلعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، قال: ففعل ذلك وأتاه بها حين فرغ فوضعها بين يديه قال: فطعن في أعلاها ثم تفل فيها وبرك ثم قال: يا بلال ادع الناس إلى المسجد ولا تفارق رفقة إلى غيرها، فجعلوا يردون عليه رفقة رفقة كلما وردت رفقة نهضت أخرى حتى تتابعوا ثم كفت وفضل منها فتفل عليه وبرك ثم قال: يا بلال احملها إلى أمهاتك، فقل لهن: كلن وأطعمن من غشيكن، ففعل ذلك بلال.
ثم إن رسول الله (ص) دخل على النساء فقال لهن: إني قد زوجت ابنتي لابن عمى وقد علمتن منزلتها منى، وإني دافعها إليه ألا فدونكن ابنتكن، فقمن إلى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها وجعلن في بيتها فراشا حشوه ليف، ووسادة وكساءا خيبريا ومخضبا وهو المركن، واتخذت أم أيمن بوابة ثم إن رسول الله (ص) جاء فهتف بفاطمة وهي في بعض البيوت فأقبلت فلما رأت زوجها مع رسول الله (ص): حصرت وبكت فقال لها رسول الله (ص): أدنى منى فدنت منه فأخذ بيدها ويد علي، فلما أراد أن يجعل كفها في كف على حصرت ودمعت عيناها، فرفع رسول الله رأسه إلى علي وأشفق أن يكون بكاؤها من أجل أنه ليس له شئ فقال لها: ما ألوتك من نفسي ولقد أصبت بك القدر، وزوجتك خير أهلي وأيم الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين.
قال: فلان منها وأمكنته من كفها فقال لهما: اذهبا إلى بيتكما بارك الله
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357