كثرة جمعهم وعددهم وعدتهم، واعجب أبا بكر الكثرة يومئذ فقال: لن نغلب اليوم من قلة، فكان الامر بخلاف ما ظنوه وعانهم أبو بكر، فلما التقوا لم يلبثوا وانهزموا بأجمعهم، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا تسعة من بنى هاشم، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن، وقتل رحمه الله وثبت التسعة الهاشميون ورجعوا بعد ذلك وتلاحقوا، وكانت الكرة لهم على المشركين، فأنزل الله في إعجاب أبى بكر بالكثرة:
(ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) يريد عليا عليه السلام ومن ثبت معه من بنى هاشم، أمير المؤمنين وثمانية: العباس ابن عبد المطلب عن يمين رسول الله، والفضل بن العباس عن يساره، وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفر بغلته، وأمير المؤمنين بالسيف بين يديه ونوفل بن حرث وربيعة بن الحرث، وعبد الله بن الزبير عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبى لهب حوله وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي:
لم يواس النبي غير بنى هاشم عند السيوف يوم حنين هرب الناس غير تسعة رهط فهم يهتفون بالناس أين ثم قاموا مع النبي على الموت فآبوا زينا لنا غير شين وثوى أيمن الأمين من القوم شهيدا فاعتاض قرة عين وقال العباس بن عبد المطلب في هذا المقام:
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه على القوم أخرى يا بنى ليرجعوا وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه لما ناله في الله لا يتوجع يعنى به أيمن بن أم أيمن، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة القوم قال