سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٨٢
أصنافه كلها هزجه رجزه وقريضه وقلتم مجنون ولا والله ما هو مجنون ولقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه يا معشر قريش انظروا في شأنكم فإنه والله قد نزل بكم أمر عظيم وكان النضر من شياطين قريش وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العدواة وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ما لفارس وأحاديث رستم واسفندياذ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا يذكر فيه بالله ويحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام ثم يقول أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفيدياذ ثم يقول بماذا محمد أحسن حديثا مني 257 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني رجل من أهل مكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أنزل الله في النضر ثماني آيات من القرآن قول الله تعالى * (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) * وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن فلما قال النضر ذلك بعثوه وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهما سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وأخبروهم ببعض قوله وقالوا لهم أنكم أهل التوراة فقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالت لهم
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»