سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
ما أدري ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وان تردوا علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فإنك قد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا وأقل ماء ولا أشد عيشا منا فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا فيهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخا صدوقا نسئلهم عما تقول أحق هو أم باطل فان صنعت لنا ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله وأنه بعثك رسولا كما تقول فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهذا بعثت انما جئتكم من الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به فان تقبلوا مني فهو حظكم من الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم فقالوا فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه وحتى تعرف العرب فضلك ومنزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسئل ربه هذا ولا بعثت إليكم بهذا لكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فان تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وان تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا فأسقط السماء كما زعمت أن
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»