سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٨٠
ربك ان شاء فعل فانا لا نؤمن لك الا ان تفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليه ان شاء فعل ذلك ربكم قالوا يا محمد فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسئلك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا الرجل باليمامة يقال له الرحمن وانا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا فقد أعذرنا إليك يا محمد وانا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا وقال قائلهم نحن نعبد الملائكة وهن بنات الله وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا فلما قالوا له ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن عمته ابن عاتكة بنت عبد المطلب فقال له يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فوالله لا أومن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنتظر حتى تأتيها ثم تأتي معك بصك منشور ومعك أربعة من الملائكة يشهدون أنك كما تقول وأيم الله ان لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ثم انصرف عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان فيه يطمع من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل يا معشر قريش ان محمدا قد أبى الا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وسب آلهتنا واني أعاهد الله لأجلس له غدا بحجر هو ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فاسلموني عند ذلك أو امنعوني فليصنع بعد ذلك بنو
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»