الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ٥٠
البيوت في ظهورهم. (فخرجوا. فبعث إليهم جيش فقتلوا جميعا) في ربيع الأول سنة 59 كما أرادوا (1).
وكانت تلك نهاية الخوارج في الكوفة. لقد كانوا قوما جادين بالغي الايمان أنبل بكثير جدا من اليهود الغيورين Zeloten ولهذا لم يكونوا أسوأ من مبتدعة النصارى والقديسين لأنهم كانوا رجالا فعالين لم يطلبوا الشهادة على المقصلة بل في ميدان الجهاد. ومن يزنهم بميزان المدنية الحديثة العلمانية لن يكون عادلا في الحكم. لقد كان للشيعة بعد هذا سلطان غير منازع في الكوفة بينما قضى على الخوارج فيها. مما دفعهم إلى زيادة نشاطهم في البصرة. والطبري يشير في البداية إلى خوارج البصرة إشارة موجزة ولكنه يأتي في (2 / 390) فيقول: إنه سبق أن ذكر سبب خروج مروان بن عمرو بن حدير وما كان من توجيه عبد الله بن زياد إليه أسلم ابن زرعة الكلابي وهزيمة أسلم وجيشه منه ومن أصحابه (فيما مضى من كتابنا هذا) (2 / 391 س 2) بيد أننا لا نجد أبدا ما يشير إليه هنا. على أننا نستطيع إن نكمل ما ورد في الطبري بما ورد في ابن الأثير أما رواية (الكامل) هنا فيحسن ألا يلتفت إليها.
* البصرة... وتجدد المواجهة:
في سنة 41 هجرية ثار في البصرة سهم بن غالب التميمي (2) والخطيم الباهلي.
الخارجيان في سبعين رجلا (فأصبحوا عند الجسر فوجدوا عبادة بن قرص الليثي أحد بني بجير وكانت له صحبة يصلي عند الجسر فأنكروه فقتلوه) الطبري (2 / 16). هناك اضطرهم الوالي ابن عامر إلى التسليم. فسألوه الأمان فآمنهم (الطبري 2 / 15 - 16) ابن الأثير (3 / 350 وما يليها). ولما تولى زياد بن أبيه أمر البصرة (3) خافه سهم بن غالب فخرج إلى الأهواز ودعا إلى الثورة

(1) ولي ابن أم الحكم إمارة الكوفة في سنة 58 وطرد منها سنة 59 ووقعت مأساة بانقيا في السنة الأخيرة من ولايته. ومعنى هذا في السنة الهجرية الثانية التي قضاها بالكوفة لان إمارته لم تستمر عاما كاملا وربيع الأول سنة 59 = يناير سنة 679.
(2) [المترجم: في الطبري 2 / 16 2 / 46: سهم بن غالب الهجيمي].
(3) [المترجم: كان ذلك في آخر ربيع الثاني أو غرة جمادى الأولى سنة 45 ه‍].
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست