الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٢٧
لقد أثبت (نيوتن) انه لا وجود لإله يحكم النجوم. وأكد (لابلاس) بفكرته الشهيرة ان النظام الفلكي لا يحتاج إلى أي أسطورة لاهوتية.. وقام بهذا الدور العالمان العظيمان (دارون) و (باستور) في ميدان البيولوجيا. وقد ذهب كل من علم النفس المتطور والمعلومات التاريخية الثمينة التي حصلنا في هذا القرن بمكان الإله، الذي كان مفروضا انه هو مدير شؤون الحياة الانسانية والتاريخ (1).
لقد قامت قضية معارضي الدين على أسس ثلاثة:
الأساس الأول: بطل هذا الانقلاب في البيولوجيا هو (نيوتن)، الذي عرض على الدنيا فكرة تثبت ان الكون مرتبط بقوانين ثابتة.، تتحرك في نطاقها الاجرام السماوية ثم جاء بعده آخرون فأعطوا هذه الفكرة مجالا علميا أوسع، حتى قيل: إن كل ما يحدث في الكون من الأرض إلى السماء خاضع لقانون معلوم، سموه قانون الطبيعة. فلم يبق للعلماء ما يقولون، بعد هذا الكشف. غير أن الاله كان هو المحرك الأول لهذا الكون.
وضرب (والتير) مثلا في هذا الصدد: ان الكون كالساعة يرتب صانعها آلاتها الدقيقة في هيئة خاصة ويحركها، ثم تنقطع صلته بها.، ثم جاء (هيوم) فتخلص من هذا الاله الميت، وعلى حد قوله: لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع. ولكننا لم نر الكون وهو يصنع، فكيف نسلم بان له صانعا؟
* * * لقد جلى التطور العلمي للانسان كثيرا من سلسلة الاحداث التي لم يشاهدها من قبل. فهو لم يكن على علم بأسباب شروق الشمس وغروبها، حتى زعم أن هناك قوة فوق الطبيعة تجعلها تشرق وتغرب. وها قد عرفنا اليوم ان شروق الشمس وغروبها يحدث لدوران الأرض حول نفسها وبذلك انتهت ضرورة القول بهذه الطاقة تلقائيا، بعدما عرفنا الأسباب المؤدية إلى هذه الحركة الكونية. فإذا كان قوس قزح مظهرا لانكسار أشعة الشمس على المطر، فماذا يدعونا إلى القول بأنها آية الله في السماء من أجل هذا كله، وغيره قال هكسلي:
إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي ان ننسبها إلى أسباب فوق الطبيعة (2).
* * *

(1) Religion Without Revelation, N. Y., 1958, p. 58.
(2) Religion Without Revelation, N. Y., 1958, p. 58
(٢٧)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»