الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ٢٥
الباب الأول: قضية معارضي الدين تعتبر التطورات العلمية التي حدثت في القرن الماضي انفجارا معرفيا Knowledge Explosion في وجه جميع الأساطير الانسانية عن الآلهة والدين كما تفجرت الأفكار القديمة عن المادة ونسفت بمجرد تفجير الذرة.. هذه هي قضية العلم الحديث الموجهة إلى الدين كما يقول البروفسور جوليان هكسلي (1). وتعتبر الصفحات التالية ردا على هذا التحدي، فلقد كشفت أضواء العلم الحديث عن حقائق الدين، ولم تنجح من اية ناحية في الإساءة اليه. بل إن جميع ما وصل أو سيصل اليه العلم الحديث هو بمثابة تصديق لما أسماه الاسلام: بالحقيقة الأخيرة قبل أربعة عشر قرنا من الزمان:
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق (2).
* * * والدين، يزعم الملحدون من العلماء: شئ لا حقيقة له، وهو مظهر للغريزة الانسانية الباحثة عن حقائق الكون، والتي تحاول تفسيره. ان هذه الغريزة الانسانية في ذاتها شئ مستحسن، ولكن المعلومات والوسائل المحدودة قد انتهت بأجدادنا إلى إجابات غير صحيحة، وهي التي تحتويها الآن أفكارهم عن الاله والدين. اما اليوم، وبعد ما توفرت لدينا الوسائل العلمية، وأصلحت المعلومات الحديثة شيئا كثيرا من معتقداتنا الاجتماعية والحضارية، فقد حان الوقت لنعيد النظر في جميع ما وصل اليه أجدادنا من أفكار.
* * * ويذهب الفيلسوف الفرنسي اوجست كونت الذي نشأ في النصف الأول من القرن التاسع عشر إلى أن تاريخ تطور الفكر الانساني ينقسم إلى ثلاث مراحل:

(١) Hindustan Times, Sunday Magazine, Sept ٢٤, ١٩٦١.
(٢) فصلت ٥٣.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»