الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٨٨
لقد دمر هذا التناقض الانسانية تدميرا، فالأجسام تحت الأثواب البراقة أحوج ما تكون إلى الهدوء والسعادة الحقيقيين، والأبنية الفخمة تسكنها قلوب محطمة، والمدن المتلألئة ببريق الحضارة هي بؤر الجرائم، ومصانع المصائب، والحكومات الجبارة مصابة بالدسائس الداخلية وعدم الثقة، والمشروعات الفخمة تبوء بالفشل نتيجة لخيانة القائمين بها.. لقد أصبحت الحياة غير مرغوب فيها رغم التقدم المادي الهائل، وكل هذا وذاك يرجع إلى حرمان الانسان من نعمة الايمان بالله، لقد حرمنا أنفسنا من المنبع والأساس الذي هيأه لنا خالقنا ومالكنا.
ان سبب الأمراض النفسية، التي أشرت إليها، حقيقة واضحة جلية اعترف بها علماء النفس، وقد لخص عالم النفس الشهير البروفسور يانج Jung C. G. فان تجاربه عنها في الكلمات التالية:
طلب مني أناس كثيرون، من جميع الدول المتحضرة، مشورة لأمراضهم النفسية، في السنوات الثلاثين الأخيرة. ولم تكن مشكلة أحد من هؤلاء المرضى؟ الذين جاوزوا النصف الأول من حياتهم، وهو ما بعد 35 سنة؟ الا الحرمان من العقيدة الدينية. ويمكن أن يقال: ان مرضهم لم يكن الا أنهم فقدوا الشيء الذي تعطيه الأديان الحاضرة للمؤمنين بها في كل عصر، ولم يشف أحد من هؤلاء المرضى الا عندما استرجع فكرته الدينية (1).
وانها لكلمات جلية: لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد (2).
ولو أردنا المزيد من الايضاح، فلسوف أقتبس من الأستاذ (ا. كريسي موريسون) رئيس أكاديمية نيويورك (سابقا)، قوله:
ان الاحتشام، والاحترام، والسخاء، وعظمة الأخلاق، والقيم والمشاعر السامية، وكل ما يمكن اعتباره نفحات إلهية؟ لا يمكن الحصول عليها من طريق الالحاد.
فالالحاد نوع من الأنانية، حيث يجلس الانسان على كرسي الله.
لسوف تقضي هذه الحضارة بدون العقيدة والدين.
سوف يتحول النظام إلى فوضى.
سوف ينعدم التوازن، وضبط النفس، والتمسك.
سوف يتفشى البشر في كل مكان.
إنها لحاجة ملحة أن نقوي من صلتنا وعلاقتنا بالله (3).
(انتهى)

(1) Quoted by C. A. Coalson, Science & Christian Belief p. 110 (2) ق: 37.
(3) Man Does not Stand Alone, P. 123.
(١٨٨)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188