لستم وغيركم سواء أنتم * للدين أرواح وهم أجسام يا آل طه حبكم وولاؤكم * فرض وان عذل اللحاة ولاموا قال وهي طويلة ثم مدحه سنة 450 فوعده بالامارة وأنجز له وعده سنة 51 فتسلم سجل الامارة من بين يدي الخليفة في ربيع الآخر من هذه السنة فمدحه بقصيدة منها:
اما الامام فقد وفى بمقاله * صلى الاله على الامام وآله لذنا بجانبه فعم بفضله * وببذله وبصفوه وجماله لا خلق أكرم من معد شيمة * محمودة في قوله وفعاله فاقصد أمير المؤمنين فما ترى * بؤسا وأنت مظلل بظلاله زاد الامام على البحور بفضله * وعلى البدور بحسنه وجماله وعلا سرير الملك من آل الهدى * من لا تمر الفاحشات بباله النصر والتأييد في اعلامه * ومكارم الأخلاق في سرباله مستنصر بالله ضاق زمانه * عن شبهه ونظيره ومثاله وكان الذي سعى في تأميره وكتب له سجل الامارة أبو علي صدقة بن إسماعيل بن فهد الكاتب فمدحه الأمير أبو الفتح بقصيدة منها:
قد كان صبري عيل في طلب العلا * حتى استندت إلى ابن اسماعيلا فظفرت بالخطر الجليل ولم يزل * يحوي الجليل من استعان جليلا لولا الوزير أبو علي لم أجد * ابدا إلى الشرف العلي سبيلا ان كان ريب الدهر قبح ما مضى * عندي فقد صار القبيح جميلا اليوم أدركت الذي انا طالب * والأمس كان طلابه تعليلا وقال يمدح أسد الدولة عطية بن صالح بن مرداس:
سرى طيف هند والمطي بنا تسري * فأخفى دجى ليل وأبدى سنا فجر خليلي فكأني من الهم واركبا * فجاج البوادي الغبر في النوب الغمر إلى ملك من عامر لو تمثلت * مناقبه أغنت عن الأنجم الزهر إذا نحن أثنينا عليه تلفتت * إلينا المطايا مصغيات إلى الشكر وفوق سرير الملك من آل صالح * فتى ولدته أمه ليلة القدر فتى وجهه أبهى من البدر منظرا * وأخلاقه أشهى من الماء والخمر أبا صالح أشكو إليك نوائبا * عرتني كما يشكو النبات إلى القطر لتنظر نحوي نظرة ان نظرتها * إلى الصخر فجرت العيون من الصخر وفي الدار خلفي صبية قد تركتهم * يطلون اطلال الفراخ من الوكر جنيت على روحي بروحي جناية * فأثقلت ظهري بالذي خف من ظهري فهب هبة يبقى عليك ثناؤها * بقاء النجوم الطالعات التي تسري فلما فرع من انشاده أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود وأشهد على نفسه بتمليكه ضيعة من ضياعه لها ارتفاع كبير واجازه فأحسن جائزته فاثرى وتمول. ولما ملك محمود بن نصر بن صالح بن مرداس حلب سنة 452 مدحه بقصيدة منها:
كفي ملامك فالتبريح يكفيني * أو جربي بعض ما ألقى ولوميني برمل يبرين أصبحتم فهل علمت * رمال يبرين ان الشوق يبريني أهوى الحسان وخوف الله يردعني * عن الهوى والعيون النجل تغويني ما بال أسماء تلويني مواعدها * أكل ذات جمال ذات تلوين كان الشباب إلى هند يقربني * وشاب رأسي فصار اليوم يقصيني يا هند ان سواد الرأس يصلح الدنيا * وان بياض الرأس للدين لست امرءا غيبة الأحرار من شيمي * ولا النميمة من طبعي ولا ديني دعني وحيدا أعاني العيش منفردا * فبعض معرفتي بالناس تكفيني ما ضرني ودفاع الله يعصمني * من بات يهدمني والله يبنيني وما أبالي وصرف الدهر يسخطني * وسيب نعماك يا ابن الصيد يرضيني أبا سلامة عش واسلم حليف علا * وسؤدد بشعاع الشمس مقرون أشنا عداكم وأهوى ان أدين لكم * فللعدى دينهم فيكم ولي ديني فقال له تمن قال أتمنى ان أكون أميرا فجعله أميرا يجلس مع الأمير ويخاطب بالأمير وقربه وهذه امارة شرف غير التي وجهت إليه سنة 51 ووهبه مكانا بحلب تجاه حمام الواساني فجعله دارا وزخرفها ونقش على جانب الدرابزين فيها:
دار بنيناها وعشنا بها * في دعة من آل مرداس قوم محوا بؤسي ولم يتركوا * علي في الأيام من باس قل البني الدنيا الا هكذا * فليحسن الناس إلى الناس ولما تكامل البناء عمل دعوة حضرها الأمير محمود المذكور فلما رأى حسن الدار وقرأ هذه الأبيات قال كم صرفت على بنائها فقال المعمار غرم عليها ألفا دينار مصرية فامر باحضار ألفي دينار وثوب اطلس وعمامة مذهبة وحصان بطوق ذهب وسرفسار ذهب فسلمها إليه وقال له:
قل لبني الدنيا الا هكذا * فليحسن الناس إلى الناس وحضر رجل من أهل المعرة من رعاع الناس وأسافلهم يقال له الزقوم فطلب رزق جندي فاعطي ذلك وجعل من أجناد المعرة فقال أحمد بن محمد المعروف بابن الزويدة المعري في ذلك:
أهل المعرة تحت أقبح خطة * وبهم أناخ الخطب وهو جسيم لم يكفهم تأمير ابن حصينة * حتى تجند بعده الزقوم يا قوم قد سئمت لذاك نفوسنا * يا قوم أين الترك أين الروم فشاعت الأبيات وسمعها الأمير أبو الفتح ذهب إلى بيت ابن الزويدة، فقال له ابن الزويدة: الآن والله كان عندي الزقوم وقال لي والله ما بي من الهجو ما بي من انك قرنتني بابن أبي حصينة، فقال له ابن أبي حصينة: قبحك الله وهذا هجو ثان.
وقال يمدح قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب صاحب نصيبين:
أبت عبراته الا انهمالا * عشية أزمع الحي ارتحالا أجدك كلما هموا بنأي * ترقرق ماء عينك ثم سالا تقاضينا مواعد أم عمرو * فضنت ان تنيل وان تنالا وسار خيالها الساري إلينا * فلو علمت لعاقبت الخيالا إذا بلغت ركائبنا قريشا * فقد بلغت بنا الماء الزلالا فتى لو مد نحو الجو باعا * وهم بان ينال الشهب نالا إذا انتسب ابن بدران وجدنا * مناسبة العلية لا تعالى تتيه بها إذا ذكرت معد * وتكسب كل قيسي جمالا أيا علم الهدى نجوى محب * يحبكم اعتقادا لا انتحالا مننت فلم تجشمني عناء * وجدت فلم تكلفني سؤالا إذا عدم الزمان مسيبيا * أتاح الله للدنيا وبالا وهي طويلة. وقال يرثي زعيم الدولة أبا كامل بركة بن المقلد بن المسيب وتوفي بتكريت 2 سنة 443:
من عظيم البلاء موت العظيم * ليتني مت قبل موت الزعيم يا جفوني سحي دما أو فحمي * صحن خدي بعبرة كالحميم