الاجتهاد فيما هو دون ذلك؟ فنحن نوالي المخلصين منهم ونسكت عن المجهول حاله، ومدح الله لهم في القرآن نقول به لأنهم ممدوحون بقول مطلق لأن فيهم أتقياء أبرار وليس كلهم كذلك جزما بنص القرآن، وحديث الحوض يوضح ذلك وهو ما رواه صاحب الجمع بين الصحيحين في الحديث 131 من المتفق عليه من مسند انس بن مالك ان النبي ص قال: ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني إذا رأيتهم ورفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا فلأقولن أي ربي، أصحابي فليقالن لي انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ورواه أيضا في الجمع بين الصحيحين من مسند ابن عباس بلفظ آخر والمعنى متفق، وفي آخره زيادة انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ورواه أيضا في الجمع بين الصحيحين من مسند سهل بن سعد في الحديث 22 من المتفق عليه وفي آخره زيادة فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي ورواه أيضا في الحديث 267 من مسند أبي هريرة من عدة طرق وفي آخره زيادة: فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم. وقد روي مثل ذلك من مسند عائشة بعدة طرق ومن مسند أم سلمة بعدة طرق ومن مسند سعيد بن المسيب بعدة طرق. وذكرت له أمثال ذلك مما يطول شرحه، واتفق الأشاعرة والمعتزلة على نقله فلم يمكنهم انكاره فلذا تأولوه بتكلفات تصغر عن النقل ويحكم بفسادها كل ذي عقل، وكان يجيبني في المجلس بما ذكروه من التكلفات فأرده بأيسر وجه، وقلت له: ان اتباع الحق يحتاج إلى انصاف وترك الهوى والتقليد المألوف وإلا فمعاجز نبينا الدالة على صدقه لا يبقي لاحد شك فيها والكفار لما سلكوا التعصب والعناد والتقليد المألوف لهم لم تشرب أنفسهم قبول ذلك وقابلوه بالشبهات فبقوا على كفرهم، فاعترف بذلك. ودخلت إلى عنده يوما فرأيت بين يديه كتبا منها صحيح البخاري فتذكرت الأحاديث التي فيه يذكر فيها ان الأئمة اثنا عشر فأريته إياها وذلك أنه روي في صحيح البخاري بطريقين أحدهما إلى جابر بن سمرة سمعت رسول الله ص يقول يكون بعدي اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم اسمعها فقال أبي كلهم من قريش وثانيهما إلى ابن عيينة: قال رسول الله ص يزال امر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم بكلمة خفيت علي فسالت أبي ما ذا قال رسول الله ص فقال كلهم من قريش وروي في صحيح البخاري بطريق آخر إلى ابن عمر: قال رسول الله ص لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي منهم اثنان وذكرت له ان مسلما روى في صحيحه هذا الحديث بلفظه وروى مسلم أيضا في صحيحه هذا الحديث بلفظه وروى مسلم أيضا في صحيحه الحديث الأول بطرق متعددة وكان صحيح مسلم عنده فاتى به فأريته ذلك فيه وفي بعضه: لا يزال هذا الدين عزيزا فقلت له هذا عين ما تقوله الشيعة وشاهد بصحة معتقدهم لأنهم هم المتمسكون بالخليفتين اللتين لن يفترقا حتى يردا الحوض القائلون بالاثني عشر خليفة الموادون أهل بيت نبيهم الذين جعل الله ودهم اجر الرسالة بقوله تعالى قل لا اسالهم عليه أجرا الا المودة في القربى فان غير الشيعة لم يميزوهم عن غيرهم بل قدموا غيرهم عليهم، ثم باحثته في مسائل كلامية كالرؤية والقضاء والقدر وفي مسائل فرعية كالمسح والمتعة وذلك بعد أن أذعن واستقر الايمان في قلبه وصار من خواص الشيعة والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين إلى يوم الدين. انتهى ما أردنا نقله من هذه الرسالة وتركنا منها أشياء لم ننقلها.
ما وجد بخطه من تواريخ اخوته وأولاده وغيرهم ولا يخلو ذكره من فائدة في الرياض: رأيت في أردبيل على ظهر نسخة من ارشاد العلامة نقلا عن خط المترجم له وكتبه الكاتب في حياته ما صورته: مولد أخي الأكبر الشيخ نور الدين سنة 898 وأخي الشيخ محمد 903 ووفاته 952 وأختي... سنة 950 ووفاتها 970 وتولد أخي الحاج زين العابدين أطال الله بقاءه 909 ثم كتب غيره أو هو بعده بزمان ان وفاته 965 ثم كتب الشيخ وتولد ابنه أي ابن أخيه المذكور الشيخ تقي الدين سنة 920 ووفاته 972 ومولد هذا الفقير الكاتب أول يوم من المحرم 918 وتوفيت زوجتي خديجة بنت الحاج علي رحمهما الله تعالى في مدينة هراة 26 شهر... سنة 976 ونقلت إلى جوار ثامن الأئمة علي بن موسى الرضا ع وكتب الشيخ البهائي تحته ما صورته كتب الوالد ولدت المولودة الميمونة بنتي... ليلة الاثنين 3 صفر سنة 950 وأخوها أبو الفضائل محمد بهاء الدين أصلحه الله وأرشده عند غروب الشمس يوم الأربعاء 17 ذي الحجة سنة 953 وأختهما أم أيمن سلمى بعد نصف الليل 16 المحرم سنة 955 وأخوهم أبو تراب عبد الصمد ليلة الأحد وقد بقي من الليل نحو ساعة 3 صفر سنة 966 في قزوين وابن أخته السيد محمد ليلة السبت صفر من السنة المذكورة وتوفي قده ومولد شيخنا الشيخ زين الدين رفع الله قدره سنة 911 ووفاته 965 اه. وقد كنى أولاده ولقبهم كما هو المستحب.
أسرته في روضات الجنات عن صاحب حدائق المقربين عن المولى محمد تقي المجلسي الأول عن الشيخ البهائي انه كان يقول إن آباءنا وأجدادنا في جبل عامل كانوا دائما مشتغلين بالعلم والعبادة والزهد وهم أصحاب كرامات ومقامات.
وقد كان والده وجده شمس الدين محمد بن علي الذي ينقل صاحب البحار عن خطه كثيرا صاحب المجموعة من كبار العلماء وكذلك كثير من بني ابنه وعمومته وكذلك اخوه العالم الفقيه الشاعر نور الدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد وابن ابنه الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد المار ذكره ومن ذرية ولده عبد الصمد آل مروة العامليون.
أولاده له من الذكور ولدان أحدهما الشيخ البهائي الذائع الصيت المشتهر زيادة عن أبيه ولذلك يعرف به أبوه فيقال والد الشيخ البهائي ثانيهما الشيخ عبد الصمد وله صنف الشيخ البهائي الصمدية في النحو سمي باسم جده.
مشايخه 1 الشهيد الثاني 2 السيد حسن بن جعفر الكركي وروى عنهما بالإجازة.
تلاميذه 1 ولده البهائي ويروي عنه إجازة 2 حسن صاحب المعالم يروي عنه إجازة 3 السيد حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني يروي عنه إجازة 4 الشيخ رشيد الدين بن الشيخ إبراهيم الأصفهاني ويروي عنه إجازة ورأى صاحب الرياض اجازته له على ظهر ارشاد العلامة 5 الشئ خ أبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي في الذريعة يروي عن الشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي 6 المسمى ملك علي يروي عنه إجازة ورأينا اجازته له بخط يده في طهران في مكتبة فضل الله النوري الشهيد وهذا صورتها.