فاغتنمي الليلة قبل الرواح * وقبل أن يشرق نور الصباح غدا إذا ولى ربيع الحياة * وكسرت أغصانه العاصفه نعود لا حب ولا ذكريات * ولا أمان غضة وارفه سوى طيوف تجتليها العيون * سوداء لا ترسم غير المنون يا لوحة الخافق إن أقبلت * تحثة للهوة القافلة وحسرة الروح إذا ما انثنت * قسرا إلى صحرائها القاحلة لا ماء لا ظل ولا من رفيق * في وحشة المسرى وعسف الطريق قومي فهذي جلوات الربيع * شعت على السفحة والرابيه وأشرقت دنيا الجمال البديع * فتانة زاهرة زاهيه ونور الزنبق والياسمين * والورد والنرجس للعاشقين الحب يدعونا فلا تعرضي * واختلسي لذاته الشائقة اليوم حلم وغدا تنقضي * أحلامنا المذهبة الرائقة وينطوي في غمرة من شجون * هذا الصبا العذب وهذا الفتون أيار فتان بألواحه * يختلف النفس ويسبي النظر قد أفعم الدنيا بأفراحه * ورق حتى في جمود الحجر فزودي روحك من سحره * من قبل أن يوغل في دهره قيثارتي هذبت أوتارها * فاستمعي منهن لحن الخلود وقدسيها إن أسرارها * علوية مخلوقة للوجود من عالم الخير وغيب الغيوب * مصنوعة ما دنستها العيوب قومي فقد أعددت أنشودة * من رائع الألحان للملتقى مرنانة الأوزان مملوءة * بالحس لن تفنى ولن تخلقا وإنما تبقى بقاء الدهور * زخارة فياضة بالشعور لا تحسبي أن الصبايا العذاب * فوق البلى العاتي وفوق الفناء الحسن والسحر وغض الشباب * سحائب الصيف وشمس الشتاء فلا تكوني من نعيم الحياة * صوفية تقنع بالسفسطات الدهر يجتاز بنا مسرعا * أعمارنا للهيكل المظلم فلنلتهم كأس هوانا معا * من قبل أن يترع بالعلقم وقبل أن تغمرنا بالضباب * دنيا من الوحشة والاكتشاب وقال:
رأيت ك بين حواشي الأصيل * وفي حمرة الشفق المشرق وفي دفقة النور عند الصباح * وفي بسمة الزهر المونق فرحت أهيج دفين الشجون * على نغم الوتر المشفق وأذكر عهد الشباب الشهي * وكيف على ثغره نلتقي زمانك ولى بحلمي الندي * وبالأمل المذهب الريق ولم يبق في القلب إلا الجراح * تثور على وجنه المحرق ألا هل تعود لي السالفات * من العمر الطيب الشيق فأثمل من عبقة الياسمين * ومن طيب معطاره الزنبق وأنشد للزهر شعر الغرام * ومن فيض أطيابه أستقي وقال:
لمياء في الوادي البعيد مسارح * للروح تعمر بالجمال السامي وسكينة خرساء تهدأ عندها * حرق النفوس وثورة الآلام قومي إليه نذوب عند ظلاله * قبلا تلون في الفؤاد الدامي وترف من فوق الشفاه ندية * حمراء عابقة بعطر غرام فغدا يؤذن للرحيل مناديا * داعي المنون وتنقضي أعوامي فتظل تخفق فوقا قبلاتنا * زهراء خالدة على الأيام لي من عيونك جنة سحرية * جفلت بشتى الوحي والإلهام هدهدت آمالي على أضوائها * وذريت فوق ورودها أحلامي وتركت روحي تستظل بفيئها * وتحوم حول أقاحها البسام قد كنت أحمل من أساي لواعجا * هوجا وجرحا في حاني الشغاف الظامي فنفضت عن عيني أشباح الأسى * سودا تزاحم في دنا أوهامي وسكبت روحك خمرة معسولة * وقطرت من أكسيرها في جامي فسكرت حتى ما عرفت أسورة * للحب دبت أم لكأس مدام وله من قصيدة في ميلاد الإمام علي (ع):
إن أقاموا لمولد مهرجانا * وتناسوك فاحتسب ما كانا ربما تنكر الضياء خفافيش * وتعشى بنوره عميانا ولقد تفسد القلوب مواريث * وتطغنى فتفسد الأذهانا عبقري الحياة كم عبقري * رفعوا فيه للفضيلة شانا جعلوا من نبوغه ميدانا * وتباروا بمدحه فرسانا لحت في وجهه فطار هباءا * وتلاشي بجانبيك دخانا وقال:
أخليت من آثارك الماضية * قلبي وما أشفقت يا قاسيه لا تطمعي بعد به، أنني * فتشته زاوية زاويه أو تحسبي ذكراك تعتاده * طهرته حاشية حاشية كان إلى الأمس على شعلة * هوجاء من آلامك العاتيه قرت مع اليوم فلا تنكري * للحب هذي الميتة الطاغيه الليل لا ينكر فاستشهدي * أعماقه المسودة الداجيه كم أنة ضاعت وكم زفرة * تاهت به محمومة داويه شعت مع الأصباح لماحة * بيضاء فوق الوردة الحالية والفجر لا يجهل فاستخبري * أطياره الصداحة الشاديه هل أطبق العشاق أجفانهم * إلا على ألحاني الباكيه ناموا على السفحة صرعى الهوى * وارتعشوا كالخرق البالية شيعت من عهدك أحلامه * ومن هواك الصور الزاهيه راح الذي كان فلا تذكري * أيامنا المعسولة الخالية الآن أمشي واجما للربى * أجتازه رابية رابيه