الصادرون وقد أكدت مطامعهم * من بعد ما أوردوها شر إيراد والراصدون من الفيحاء ثروتها * باتت مناياهم منهم بمرصاد وقائد حملوه في محفته * إلى الشعيبة من زوراء بغداد أفاتك بالعدى جيش يدبره * معطل الجسم ملقى فوق أعواد جرى سليمان في استعجال مصرعه * مجرى كفاة بأمر الحرب قواد قاد الألوف فأرداها واتبعها * في الحال نفس أبي غير منقاد مخاطر عاش اعمارا لأن له * في أثر كل نجاة يوم ميلاد وكثرة أعجبته من كتائبه * فراح للنصر فيها أي مرتاد كأنه والمقادير التي سبقت * على مقر وميقات وميعاد ظن الألوف من الأعراب تعضده * فكان ما ظنه فتا باعضاد ان القصور التي جلت عمارتها * أمست صوامع رهبان وعباد سقيا لواديك لا من ماء غادية * كأن أجزاءها علت بفرصاد وقال يصف وقعة المدائن وقدم لها بما يلي:
ان هذه الوقعة من أكبر الوقائع في العراق وأشهرها تسميها العامة واقعة سلمان باك خسر فيها الفريقان أكثر من عشرة آلاف جندي خلاصتها ان الإنكليز زحفوا في أوائل المحرم سنة 1334 من كوت الامارة بقيادة الفريق طاونسند قاصدين أخذ بغداد فصمد لهم العثمانيون بقيادة نور الدين باشا قائد الجيش العثماني العام وتحصنوا في أنقاض المدائن قرب مشهد سلمان الفارسي وبدأت المناوشات بين الفريقين منذ المحرم سنة 1334 ثم شرع الإنكليز بهجومهم العنيف الشديد يوم الاثنين في 14 المحرم بعد تمهيد هائل بالمدفعية لم يسمع البغداديون نظيره فاستولوا أول الأمر على خنادق العثمانيين وتأخر الأتراك إلى ديالى فاشتد الأمر على الناس وكثرت الأراجيف ثم كرت الجنود التركية الجديدة التي كانت تتواصل منذ أوائل المحرم من السنة المذكورة بقيادة خليل باشا ومحمد علي بك على العدو كرة شديدة واستقتلوا وتغامسوا مع الإنكليز بالحراب فكشفوهم وأورثوهم وهنا بينا بعد أن دامت الحرب أربعة أيام بلياليها حتى اضطر الإنكليز إلى الانسحاب فجأة ليلة 19 المحرم فثابرهم الأتراك إلى يوم 26 منه وفيه ضرب الحصار على كوت الإمارة:
أعالم بالذي وافت مدائنه * كسرى وإيوانه المعقود والسور يا أعدل الناس قم للناس أوصهم * ان الوصية شئ عنك مأثور اسمعهم بعد أن صحت اصفحوا انتقموا وقل لهم بعد أن قلت اعدلوا جوروا أبعد عشرين قرنا لم يزل ذلقا * قيل السياسة والبهتان والزور أبا المدائن في أيامك انبعثت * وفي مدائنك السبع الأعاصير ما في البسيطة من أنس ومن بشر * إلا الوحوش تعادى واليعافير مدائن اردشير الملك خططها وقام في عقرها كسرى وسابور لولا بلى طيسفون والبلى حرم * دكت كما دك من أركانه الطور من حاسديك على هذا البلى كرة * لم يبق في ربعها المعمور معمور الأرض كاسفة الأرجاء قد عبثت * فيها الصروف ونابتها التغايير رواية النصر صحت بعد ما اشتبهت * وحينما رجمت عنك الأخابير لتذكري بخليل أو بفيلقه * سعدا وفيلق سعد فيك منصور كل همام وكل ليث ملحمة * أزل دامية منه الأظافير تجاه إيوان كسرى مازق ضنك * أودى الرجال به والخيل والعير كادت تميز ذبا عن حقائقها * فيه النقوش وتستضري التصاوير شأو تعاطت سباقا دون غايته * جرد البصائر والجرد المحاضير ان كان للخيل مضمار ومضطرب * فكم خلت ثم للرائي المضامير قتلى بدجلة منها دجلة امتلأت * والنهروانان والأنقاض والدور من لم يلذ يوم ساباط وليلته * صوب النجاة فمقتول ومأسور يوم أغر من الأيام منبلج * وموقف في سبيل الله مأثور من جالب جرح بغداد وقد علمت * ان الرشيد بذاك الجرح موتور للكرخ عهد من المأمون مؤتمن * وفيه روح من المنصور منصور أيستبيح الحمى قوم أمامهم * ومن وراء الحمى غلب مساعير يا من أحبوا على الدنيا شهادتهم * تزينت لكم الولدان والحور وقال بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال الانكليز لبغداد والفرنسيين لدمشق:
ما ذا بنا وبذي البلاد يراد * فقدت دمشق وقبلها بغداد من موطن الميعاد (1) قامت نزعا * خيل لهن بجلق ميعاد ساءت وقائعها وما سرت بها * لا الهجرة الأولى ولا الميلاد وردت مياه الرافدين (2) مغيرة * شقر من القب البطون وراد هجن طردن من الجياد كرائما * عربية فكأنهن جياد بردى وأودية الفرات ودجلة * والنيل غص بمائك الوراد حال العلوج من الأحامر بيننا * وتعذر الاصدار والإيراد لا ساغ يا بردى الشراب ولا هنا * عذب من الماء القراح براد نبأ بأعلى قاسيون تجاوبت * بدويه الأغوار والأنجاد وأصاب بحر الروم حتى عبرت * عن شجوه الأمواج والأزباد حولان حال الشرق حالت فيهما لا تكلم الأحقاب والآباد الشرق مسود الجوانب كله * ليس العراق وما لديه سواد أعياد هذا الشرق صرت مآتما لكنها لعداتنا أعياد الجو وهو مقطب متجهم يبكي لنا والأرض وهي جماد لسنا نحد عليك يوما واحدا * أو ليلة كل الزمان حداد شل العداة جموعنا فتفرقت * في الخافقين كأنها أذواد آحادهم فينا جموع جمة * مرهوبة وجموعنا آحاد في كل يوم للعدو مهابة * فينا تقوم وقدرة تزداد أنا لست منتظرا تألف شملنا * شمل العراق وساكنيه بداد يا راكبين إلى دمشق تزودوا * مني السلام لكل ركب زاد الملك مضطرب النظام كأنه * جسد دمشق الشام منه فؤاد هل في مروج الغوطتين لأهلها * ولرائديها مربع ومراد وهل الربى حلل ضواف طرزت * وطرزاها الأزهار والأوراد وشيت من الروض الأريض مطارف * خضر الأديم وفوفت أبراد بين المعاطف والغصون تشابه * في الحال كل مورق مياد تلك القصور كأنهن قلائد * فوق الشطوط كأنها أجياد أو ما تزال على معاهد جلق * ترد الضيوف وتصدر الوفاد يحلو لها هذا القريض مهذبا * ويروقها الإنشاء والإنشاد