15 - علي بن إسماعيل التيمي، أكثر الرواية عنه، نقله الكشي والقمي والطوسي.
16 - عامر السراج، كما في نقل الحسكاني.
17 - فضالة بن أيوب، روى عنه في ترجمة زرارة من " رجال الكشي ".
مذهبه قال سعد بن عبد الله الأشعري - عند حديثه عن فرق الزيدية - من فرق الزيدية يسمون (السرحوبية) ويسمون (الجارودية) وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن منذر، وإليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد الواسطي وأصحاب فضيل بن الزبير الرسان.
وفي موضع آخر قسم الزيدية إلى ضعفاء وأقوياء، ثم قال: وأما الأقوياء منهم: فهم أصحاب أبي الجارود، وأصحاب أبي خالد الواسطي، وأصحاب فضيل الرسان، فهذا يدل على أن الفضيل كان من الزيدية، بل من الأقوياء منهم، ويشير إلى أنه كان صاحب رأي ونفوذ فيهم، حيث كان له (أصحاب) ينسبون إليه.
وقال ابن النديم، ومن متكلمي الزيدية: فضيل الرسان، وهو ابن الزبير، وذكر ناجي حسن فضيلا في عداد من نظمهم زيد الشهيد من الدعاة، وأرسلهم إلى الأقطار المختلفة يدعون الناس إلى ثورته.
ومما يقرب ذلك أن الرجل كان ممن يسال عما يتعلق بشؤون زيد، وكان مطلعا على أسرار حركته والمتصلين به، كما توسط في إيصال الأموال إليه ودعمه، كما يستفاد ذلك من رواياته، ومنها ما نقله أبو الفرج الأصفهاني في " المقاتل " بسنده عن الفضيل، قال: قال أبو حنيفة: من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس؟ قلت: سلمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهارون بن سعد، وهاشم بن البريد، وأبو هاشم الرماني، والحجاج بن دينار، وغيرهم فقال لي: قل لزيد: " لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك، فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح " ثم بعث ذلك معي إلى زيد، فأخذه زيد.
وهذه الرواية تدل على مدى اختصاص الرجل بزيد، واتصاله به وسلوكه مسلكه، وربما يستأنس ذلك أيضا مما رواه الكشي من دخوله على الإمام الصادق عليه السلام، بعد مقتل زيد وسؤال الإمام منه عن مقتل عمه، وإنشاده شعر السيد الحميري، كما تقدم نقله.
فيمكن أن يستظهر من هذه الروايات وأمثالها كون فضيل زيدي المذهب، كما استظهر العلامة الحلي والسيد ابن طاووس زيدية أخيه عبد الله من رواية عبد الرحمان بن سيابة التي ذكرناها سابقا، والتي جاء فيها أن الإمام الصادق عليه السلام أمر بتقسيم الأموال على عوائل المصابين مع زيد، فأصاب عائلة عبد الله أربعة دنانير، قال العلامة: وهذه الرواية تعطي أنه كان زيديا، وقال السيد:
ظاهر الحديث ينطق بأن عبد الله بن الزبير كان زيديا.
وناقش الشيخ المامقاني في هذا الاستظهار بقوله: إن الذين خرجوا مع زيد ليسوا كلهم زيدية بالبديهة.
أقول: مجرد الخروج مع زيد ليس دليلا على الزيدية كما ذكر، لكن تصريح علماء الفرق والرجال - كالأشعري وابن النديم - وضم الروايات الآخرى التي تلائم زيدية الرجل، حجة للاستظهار المذكور، فهو زيدي على الأظهر.
وما ذكره الشيخ المامقاني - بعد ما نقل عن الشيخ الطوسي، ذكر الرجل في بابي أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام - من: أن ظاهره كونه إماميا لا وجه له أصلا وذلك:
أولا: لما عرفت من أن الأظهر كونه زيدي المذهب.
وثانيا: أن مجرد ذكر الشيخ الطوسي للراوي في كتاب رجاله لا يدل على كونه إماميا، لأن الشيخ لم يلتزم في الرجال بذكر من كان إماميا، بل هو بصدد جمع أسماء الرواة عن الأئمة، بمجرد عثوره على رواية له عن أحدهم فكتابه في الحقيقة فهرس لأسماء الرواة، من دون نظر له فيه إلى توثيق أو جرح، ولا إلى تعيين مذهب أو غير ذلك من الاهتمامات الرجالية، وهذا واضح لمن راجع كتاب الرجال، نعم التزم الشيخ الطوسي في " الفهرست " بأن يذكر فيه المؤلفين من الإمامية عدا من يصرح بمذهبه من غيرهم.
حاله في الحديث 1 - بناء على ما التزمه سيدنا الأستاذ من وثاقة رواة كتابي " كامل الزيارات " للشيخ ابن قولويه، و " تفسير القمي " لعلي بن إبراهيم، بالتوثيق العام، استنادا إلى كلام المؤلفين في أول الكتابين كما فصله.
فإن الرجل يكون (ثقة) شهد ابن قولويه والقمي بوثاقته، ويكون خبره (موثقا) بناء على كونه زيدي المذهب، كما أسلفنا.
2 - ذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله، المعد لذكر (الممدوحين) ونقل عن (كش: ممدوح).
لكن قال السيد التفريشي: قد نقل عن الكشي مدحه، ولم أجده في الكشي، وقال المامقاني: لم نقف فيه على مدح، ونسبة ابن داود مدحه إلى الكشي لم نقف له على ماخذ، إذ ليس في الكشي إلا جعله معرفا لأخيه عبد الله بن الزبير الرسان، ودلالته على مدحه ممنوعة، نعم يدل على كونه أعرف من عبد الله، ومثل ذلك لا يكفي في درج الرجل في الحسان، كما لا يخفى.
أقول يرد عليه:
أولا: أنه لم يظهر منه جعل فضيل معرفا لأخيه، بل الأمر بالعكس على احتمال قوي، إذ المفروض ذكر الرواية المرتبطة بعبد الله في ترجمة الفضيل، فيكون عبد الله هو المعرف ولم نجد ذكرا لفضيل في ترجمة عبد الله كما أشرنا إليه سابقا.
وثانيا: أن ذكر الكشي لفضيل لا ينحصر بهذا المورد، بل ذكره في موارد أخر ، وضمن أسانيد أخرى، فلعل ابن داود استفاد المدح من مجموع ذلك.
وقال السيد الخوئي: لعله [ابن داود استفاد المدح مما رواه الكشي في ترجمة السيد ابن محمد الحميري من أن الصادق عليه السلام أدخله في جوف بيت إلى آخر الحديث.
أقول: لكن الرواية تلك مروية بطريق الرجل نفسه فكيف يتم سندها حتى يستند إليها؟