تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ١٢٨
قلت: وقد زعم أن شيخه الغضائري قرأ القرآن على أبي محمد بن عبد الله بن هاشم الزعفراني، عند قراءته على خلف بن هشام البزار، ودحيم الدمشقي، وأن شيخه العجلي قرأ على الخضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبة. وفي النفس شيء من قرب هذه الأسانيد. ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.
وذكر أن الغضائري قرأ على المطرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر.
قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي علي الأهوازي: هو متهم.
قلت: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن علي الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي زر، عن لقيط بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله. قد آتهم ابن عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى. وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: نا جدي لأمي الحسن بن سعيد، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قتيبة بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، على أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون إمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء، تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم. ثم يعرض إلى السماء.) وأطم ما للأهوازي في كتبا الصفات له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»