تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ١٢٧
وقرأوا على الشيوخ الذين روي عنهم الأهوازي، وجاؤوا بالإجازات، فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يرونه تلك الخطوط، فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه، فعادت علي بكرة القرآن فلم يفتضح. فحدثني والدي أبو العباس قال: عوتب، أو قال عاتبت، أبا طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: أقرأ عليه للعلم ولا أصدقه في حرف واحد.
وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع) وله طاقة في الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي.
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا.
وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عن عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الراويات في القراءات.
قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء. وكان مقريء أهل الشام بال مدافعة معرفة وضبطا وعلو إسناد.
قال أبو عمر الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضا وسماعا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ. وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظا ضابطا. أقرأ الناس بدمشق دهرا.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»