تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٨
جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن معاذة قالت: كان أبو الصهباء يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زحفا.
وقالت معاذة: كان أصحاب صلة إذا التقوا عانق بعضهم بعضا.
وقال ثابت: جاء رجل إلى صلة بن أشيم ينعي أخاه فقال له: أدن فكل، فقد نعي إلي أخي منذ حين، قال الله تعالى: إنك ميت، وإنهم ميتون.
وقال حماد بن سلمة، أنبأ ثابت أن صلة كان في الغزو، وعه ابن له، فقال: أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فحمل فقاتل حتى قتل، ثم تقدم هو فقتل، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة العدوية، فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئتي فمرحبا بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
وفي الزهد لابن المبارك، عن جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن صلة بن أشيم قال: خرجنا في بعض قرى نهر تيرى وأنا على دابتي في زمن فيوض الماء، فأنا أسير على مسناة فسرت يوما لا أجد شيئا آكله فلقيني علج يحمل على عاتقه شيئا، فقلت: ضعه، فوضعه، فإذا هو خبز، فقلت: أطعمني، قال: إن شئت، ولكن فيه شحم خنزير، فتركته، ثم لقيت آخر يحمل طعاما فقلت: أطعمني، فقال: تزودت بهذا لكذا وكذا من يوم، فإن أخذت منه شيئا أجعتني، فتركته ومضيت، فوالله إني لأسير
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»