فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٩٠
ثم رجع عبيد الله بن أبي بكرة إلى سجستان فأقام بها إلى أن مات زياد.
وولى سجستان بعد موت زياد عباد بن زياد من قبل معاوية.
ثم لما ولى يزيد بن معاوية ولى سلم بن زياد خراسان وسجستان. فولى سلم أخاه يزيد بن زياد سجستان. فلما كان موت يزيد أو قبل ذلك بقليل غدر أهل كابل ونكثوا وأسروا أبا عبيدة بن زياد. فسار إليهم يزيد بن زياد فقاتلهم، وهم بجنزة، فقتل يزيد (ص 397) بن زياد وكثير ممن كان معه وانهزم سائر الناس. وكان فيمن استشهد زيد بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان القرشي، وصلة بن أشيم أبو الصهباء العدوى، زوج معاذة العدوية. فبعث سلم بن طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، الذي يعرف بطلحة الطحات، ففدى أبا عبيدة بخمس مئة ألف درهم. وسار طلحة من كابل إلى سجستان واليا عليها من قبل سلم بن زياد. فجبى وأعطى زواره، ومات بسجستان. واستخلف رجلا من بنى يشكر، فأخرجته المضرية، ووقعت العصبية، وغلب كل قوم على مدينتهم. فطمع فيهم رتبيل.
ثم قدم عبد العزيز بن عبد الله بن عامر واليا على سجستان من قبل القباع، وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، في أيام ابن الزبير. فأدخلوه مدينة زرنج، وحاربوا رتبيل، فقتله أبو عفراء عمير المازني، وانهزم المشركون.
وأرسل عبد الله بن ناشرة التميمي إلى عبد العزيز: أن خذ جميع ما في بيت المال وانصرف. ففعل. وأقبل ابن ناشرة حتى دخل زرنج، ومضى وكيع ابن أبي سود التميمي، فرد عبد العزيز وأدخله المدينة حين فتحت للحطابين، وأخرج ابن ناشرة فجمع جمعا، فقاتله عبد العزيز بن عبد الله ومعه وكيع، فعثر بابن ناشرة فرسه فقتل.
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 » »»
الفهرست