أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ٩٨
وعطفا عليهم وإبلاغا منه بالحجة إليهم ليعبدوا الله لا يشركوا به شيئا وليشكروه ولا يكفروه وليستقيموا إليه ويستغفروه وليأخذوا ما آتاهم من ذلك بقوة ويجتمعوا عليه ولا يفترقوا فيه فجرب أصلح الله أمير المؤمنين سنة أولى ذلك الأمر ذلك بأنهم قاموا بنور الكتاب الذي أنزل الله وأمالهم على ألسنتهم وأيديهم ولمن يتبعهم عليه فنعم التابع ونعم المتبوع وهنيئا لهم أجرهم وجزاءهم بما كانوا يعملون وأنهم هم الهداة المهتدون والأئمة العائدون الأشراف الأكرمون والمتواضعون المرتفعون والعلماء الخلفاء المعتصم بهم والمعصومون وأنهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وكرم أولئك أئمة وأخوانا ورفقاء فإنهم هم أعز الله هذا الدين وأظهره وبهم أقام عموده وأنهج سبيله وبهم يقذف للناس أحكامه حتى أخذ لضعيفهم من قويهم ولمظلومهم من ظالمهم ولصغيرهم من كبيرهم ولبرهم من فاجرهم وحتى استقامت سبلهم وحيى فيهم ودرت حلوبتهم وسكنت البلاد واستقرت العباد وبهم ثبت الله ثغورهم ونفى عنهم عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم يطئوها وكان الله على كل شيء قديرا فعظم بذلك على العباد حقهم وألزمهم بذلك محبتهم والنصيحة لهم والحفيظة من ورائهم ووجب لذلك عليهم موازينهم والسمع والطاعة لهم وما برحوا بذلك مقسطين في حكمهم منيبين إلى ربهم مقتصدين في سيرهم توابين من خطاياهم أوابين إلى خالقهم مستكينين له متضرعين إليه في فكاك رقابهم وفي عصمتهم والمغفرة لهم حتى رضى عنهم وأحسن الثناء عليهم أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون؛ قال: * (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) * حتى قال في آخر هذا الثناء * (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) * في أي من القرآن كثير حتى قال: * (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب) * ولعمرى ما فعل القوم ما فعلوا من ذلك عبثا ولا بطرا
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»