أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
التام فإذا وجد أحد أولئك استعين به ثم ثبتت نعله وأعلى كعبه وشد ظهره وأزره وأنفذ حكمه وأسبغ عليه وعلى أعوانه وكتابه من الأرزاق فان الحكم مهيمن على سائر الأعمال مقدم بين يديها إمام لها وحكم عليها وقوام لها.
ومن ذلك هذا الفئ وأخذه من مواضعه بسنته وعدله على قدر ما يطلق أهله من التخفيف عنهم وحتى يترك لهم ما يصلحهم وأرضهم ومن تحت أيديهم من أعوانهم وعيالاتهم وحتى ينفق على فقيرهم وكذلك بلغني من السيرة فيهم كان يفعل ويذكر ذلك فيهم في عامهم لقابلهم؛ فان ذلك أعمر للبلاد وأدر للحلب وأكثر للخراج وأعدل في الرعية فان قليل ما يوجد منهم في التخفيف عليهم مع عمارة بلادهم وأنصبتهم أكبر أضعافا كبير ما يوجد منهم في إهلال أنفسهم وإخراب بلادهم وأن يوفى لموادعهم بشروطهم فانى أرى فيما قبلي ههنا عجبي من أمرين في شيء واحد أما أحدهما فانى آتى في بعض ما قبلنا الأرض التي هي منها وإلى جنبها وأربية من أرابيها يوفى لأهلها بالشروط وفي المزارعة ويقارب لهم الوفاء فيخرج من الخراج أكبر مما تخرج تلك الكور كلها وفي الأمر الآخر الذي كتب فيه أمير المؤمنين أبو جعفر إلى سوار بن عبد الله وهو يومئذ على قضاء البصرة انى قد أمرت بالوفاء للمزارعين المتقبلين بشروطهم فاعلم ذلك وأعلمه الناس قبلك ثم أرى الرجل من أولئك المزارعين يشكو أنه يؤخذ منه أضعاف ما قوطع عليه يا أمير المؤمنين (أبى جعفر) ثم يوضع هذا الفئ بعد استخراجه على سننه وعدله مواضعه فان أمير المؤمنين قد علم
(١٠٢)
مفاتيح البحث: مدينة البصرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»