أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٠٣
إن شاء الله أن أهله ومواضعه أهل الآيات الأربع التي في سورة الحشر وآية الخمس التي في سورة الأنفال وهي الآيات الأربع التي أولاهن: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * إلى قوله * (شديد العقاب) * وقد عرف أمير المؤمنين إن شاء الله (أن) أهل هذه الآية ومواضعها ثم قال: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ليس فيهم الأنصار ثم قال: * (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم) * الآية.
وقد عرف إن شاء الله أن أهل هذه الآية هم الأنصار ليس فيها من المهاجرين أحد قال: * (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا) * الآية وعرف إن شاء الله أن أهل هذه الجماعة من بقي من الإسلام ومن هو داخل فيه حتى تنقضى الدنيا.
وبلغني أن عمر بن الخطاب فسر هؤلاء الآيات الثلاث موضعا لهذا الفئ وكذلك بلغني عن عمر بن عبد العزيز ولا أظن بلغني ذلك إلا عن عمر بن الخطاب فتبعه فهذا الفئ كذلك بينهم وفيهم على ما يرى إمام العامة في قسمته بينهم من تفضيل بعضهم على بعض على مناقبهم وسابقتهم وولاية من ولى الله فتح أول ذلك على يديه منهم وحفظ أعقابهم من بعدهم وكذلك بلغني أنه كان يفعل.
والتسوية بين من استوت منازلهم ممن سواهم من الناس من ذلك وقد بلغني ولا أخال أمير المؤمنين أمتع الله به إلا قد علم ذلك وبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من ذروة سنامى بعير بين أصبعه شعرات ثم قال: ما الأمير
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»