الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٣٢
لان الشيخ أعرف بوجوه ضبط الحديث وتأديته.
ولأنه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسفيره إلى أمته.، و. الاخذ منه كالأخذ منه (1).
ولان النبي (صلى الله عليه وآله): أخبر الناس أولا "، وأسمعهم ما جاء به.، والتقرير على ما جرى بحضرته (صلى الله عليه وآله) أولى.
ولان السامع أربط جأشا "، وأوعى قلبا ".، وشغل القلب، وتوزع الفكر، إلى القارئ أسرع.
- 2 - وفي صحيحة عبد الله بن سنان.، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يجيئني القوم فيسمعون مني حديثكم.، فأضجر ولا أقوى؟
قال: فاقرأ عليهم من أوله حديثا "، ومن وسطه حديثا "، ومن آخره حديثا ") (2).

(١) قال الطيبي: (... الشيخ حينئذ خليفة رسول الله، وسفيره إلى أمته.، والاخذ منه كالأخذ منه صلوات الله عليه).، (الخلاصة في أصول الحديث: ص ١٠٣).
والشئ ذاته قاله الشيخ الحارثي - مع تصرف يسير - في: وصول الأخيار: ص ١٣١.
والشيخ المامقاني.، نقل عبارة البداية.، كما في: (مقباس الهداية: ص ١٦١).
(٢) الكافي - الأصول -: ١ / ٥٢.، كتاب العلم، ب 17، ح 5.، 1 / 41.
وقال العالم الجليل الميرزا رفيع النائيني في شرح الكافي: (أي: يجيئني القوم، لسماع حديثكم مني، فأقوم بقضاء حاجتهم، ويستمعون مني حديثكم، ولا أقوى على ما يريدون من سماع كل ما رويته من حديثكم مني، وأضجر لعدم الاتيان بمرادهم.
فقال (ع) في جوابه: فاقرأ عليهم من أوله - أي: من أول كتاب الحديث - حديثا "، ومن وسطه حديثا "، ومن آخره حديثا ".
والمعنى: انه إذا لم تقو على القيام بمرادهم - وهو السماع على الوجه الكامل -، فاكتف بما يحصل لهم فضل السماع في الجملة.، وليعنعنوا بما به يجوز العمل والنقل، من الإجازة وإعطاء الكتاب وغيره، كما ورد في الاخبار والأحاديث.
وبذلك صرح أيضا " الحجة المحقق الشيخ علي سبط الشهيد الثاني في شرحه.، وكذا المولى محمد صالح الطبرسي في شرحه.، ينظر: المستدرك - الخاتمة: الفائدة الثالثة - باختصار).
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»