الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ٤٧
أهل البيت، نزل عليهم جبرئيل (ع). وباسناده عن أبي عبد الله (ع) في حديث له (1): فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله لا يوجد العلم الا ههنا. وعنه (ع) (2): كل علم لا يخرج من هذا البيت فهو باطل، وأشار بيده إلى بيته، وعنه عليه السلام: إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت فانا روينا وأوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب، ان الله اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين. وفي الكافي عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي - عبد الله (ع) فسمعته يقول (3): ان الله عز وجل أدب نبيه على محبته، فقال: وانك لعلى خلق عظيم ثم فوض إليه فقال عز وجل: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، وقال تعالى: ومن يطع الرسول فقد أطاع الله قال: ثم قال: وان نبي الله فوض إلى على وائتمنه، فسلمتم أنتم وجحد الناس، فوالله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا، وان تصمتوا إذا صمتنا، ونحن

١ - نقله المصنف (ره) في الوافي في باب انه لا علم الا ما يؤخذ من أهله (ج ١ ص ٤٣) هكذا " الاثنان عن الوشاء عن ابان عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ويقول: ان الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذى ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفر (ع): فهلك إذا مؤمن آل - فرعون ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا، فليذهب (الحديث) " قائلا بعده: " بيان - لما لم يكن عند الحسن من العلوم الحقيقية شئ لم يدر ان من العلم ما يجب كتمانه كما أن منه ما يحرم كتمانه بل زبدة العلم في الحقيقة ليس الا ما يكتم كما قال سيد العابدين (ع):
اني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا واليه الإشارة بقوله (ع): " فوالله ما يوجد العلم الا ههنا " يعنى ان ما هو الحقيق بان يسمى علما ليس الا ما هو المخزون عندنا ".
٢ - نقله صاحب الوسائل عن البصائر عن أبي جعفر (ع)، راجع ج ٣: ص ٣٧٧ طبعة - أمير بهادر.
٣ - هو في الوسائل عن كفاية الأثر عن أبي عبد الله (ع) الا ان فيه بدل " روينا ": " ورثنا " (انظر ج 3 من طبعة أمير بهادر، ص 376).
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»