الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ١٦٠
رسول الله لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالايمان ثم قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشاب:
ادع الله لي يا رسول الله (ص) اني ارزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله (ص) فلم يلبث ان خرج في بعض غزوات النبي (ص) فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر.
وفي رواية أخرى (1) ما يقرب منه وفيها مكان الشاب حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري وانه (ص) قال له: أبصرت فأثبت.
وفي نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه (2):
عباد الله ان من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه وأعد القرى ليومه النازل به، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، نظر فأبصر وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت موارده فشرب نهلا وسلك سبيلا جددا، قد خلع سرابيل الشهوات وتخلى من الهموم الا هما واحدا انفرد به، فخرج عن صفة العمى ومشاركة أهل الهوى وصار من مفاتيح أبواب الهدى ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الجبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس،

١ - هو أيضا في الوافي نقلا عن الكافي في باب حقيقة الايمان واليقين (انظر ج ١ من الطبعة الثانية ص ٢٩١) وقال المصنف (ره) بعد نقله بسنده " كا - وفي رواية القاسم بن بريد عن أبي بصير قال: استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد تسعة نفر وكان هو العاشر " ثم أورد بيانا للحديث المشار إليه المطوى ذكره فلذا لم نورده.
قال العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول ضمن شرحه للحديث الأول:
" قال بعض المحققين: هذا التنوير الذي أشير به في الحديث انما يحصل (فذكر كلام المصنف (ره) الذي مر نقله إلى آخره وهو: لنظروا إلى ملكوت السماء) ". فان شئت ان تراجعه فراجع ج ٢ مرآة العقول ص ٧٧.
٢ - انظر ج ٢ من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد من طبعة مصر ص ١٢٦.
ونقله الأمين الاسترآبادي (ره) في الفوائد المدنية (ص 96).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»