الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٨٩
ففرقوا في الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس الحقوا الملك حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم التقى البحر عليهم فغرقوا فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا ما هذا قال موسى غرق فرعون وأصحابه فرجعوا ينظرون فألقاهم البحر على الساحل * وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال كان جبريل بين الناس بين بني إسرائيل وبين آل فرعون فيقول رويدكم ليلحقكم آخركم فقالت بنو إسرائيل ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا وقال آل فرعون ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون يا نبي الله أين أمرت هذا البحر امامك وقد غشينا آل فرعون فقال أمرت بالبحر فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار فجعل موسى لا يدرى كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر ان أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصاه فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فدخل بنو إسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بني إسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء * وأخرج الخطيب في المنفق والمفترق عن أبي الدرداء قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه ويعجب من بني إسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم جاؤوا موسى فقالوا قد حضرنا العدو فماذا أمرت قال إن أنزل ههنا فاما ان يفتح لي ربى ويهزمهم واما ان يفرق لي هذا البحر فضربه فتأطط كما تتأطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال هذا من سلطان ربى فأجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم * قوله تعالى (واتل عليهم نبأ إبراهيم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فنظل لها عاكفين قال عابدين قال هل يسمعونكم إذ تدعون يقول هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله إذ يسمعونكم قال هل يسمعون أصواتكم * قوله تعالى (الذي خلقني فهو يهدين) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة انها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وألحقني بالصالحين يعنى باهل الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال يؤمن بإبراهيم كل ملة * وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه الله للصواب ولفظ ابن مردويه لصواب الأعمال والذي هو يطعمني ويسقين أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة وإذا مرضت فهو يشفين شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقى واجعل لي لسان صدق في الآخرين كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم جعل الله له القصور والمنازل في الجنة وكان الحسن يزيد فيه واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت يا رسول الله ان ابن جدعان كان يقرى الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل أينفعه ذلك قال لا انه لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين * قوله تعالى (واغفر لأبي) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واغفر لأبي قال امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تخزني يوم يبعثون قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست