الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٧٨
أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية ونزلت قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البخاري وابن المنذر من طريق القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت عليه ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق فقال سعيد قرأتها على ابن عباس كما قرأتها على فقال هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء * وأخرج ابن المبارك عن شفى الأصبحي قال إن في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه وان في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوى أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قال تعالى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى وان في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهم مثل البغلة الموكفة وان في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الصلوات لمواقيتهن قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني وسألته أي الذنب أعظم عند الله قال الشرك بالله قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك أن يطعم معك فما لبثنا الا يسيرا حتى أنزل الله والذين لا يدعون الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون الآية * وأخرج ابن مردويه عن عون بن عبد الله قال سألت الأسود بن يزيد هل كان ابن مسعود يفضل عملا على عمل قال نعم سالت ابن مسعود قال سألتني عما سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال أحبها إلى الله وأقربها من الله قال الصلاة لوقتها قلت ثم ماذا على أثر ذلك قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا على أثر ذلك قال الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني قلت فأي الأعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله قال إن تجعل لله ندا وهو خلقك وان تقتل ولدك ان يأكل معك وان تزاني حليلة جارك ثم قرأ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ان الله ينهاك ان تعبد المخلوق وتذر الخالق وينهاك ان تقتل ولدك وتغذو كلبك وينهاك ان تزني بحليلة جارك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله يلق أثاما قال واد في جهنم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد يلق آثاما قال واد في جهنم من قيح ودم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال آثام أودية في جهنم فيها الزناة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة يلق آثاما قال نكالا وكنا نحدث أنه واد في جهنم وذكر لنا ان لقمان كان يقول يا بنى إياك والزنا فان أوله مخافة وآخره ندامة * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفى الأصبحي قال إن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حياة وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة * وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يلق أثاما ما الآثام قال الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل وروينا الأسنة من صداء * ولاقت حمير منا أثاما * وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن يفعل ذلك يلق أثاما * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ يضاعف بالرفع له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه بنصب الياء ورفع اللام * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ويخلد فيه يعنى في العذاب مهانا يعنى يهان فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية اشتد ذلك على المسلمين فقالوا ما منا أحد الا أشرك وقتل وزنى فأنزل الله يا عبادي الذين أسرفوا الآية يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك ثم نزلت بعده الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فأبدلهم الله بالكفر الاسلام وبالمعصية الطاعة وبالانكار المعرفة وبالجهالة العلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال نزلت آية من تبارك بالمدينة في شأن قاتل حمزة وحشى وأصحابه كانوا يقولون انا لنعرف الاسلام وفضله فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان وقتلنا أصحاب محمد وشربنا الخمور ونكحنا المشركات فأنزل الله فيهم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية ثم أنزلت توبتهم الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست