الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٢
الراحمين فيقبض قبضة فيخرج منها مالا يحصيه غيره فينبتهم على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل فما يلي الشمس أخضر وما يلي الظل أصفر فينبتون كالدر مكتوب في رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن لم يعملوا لله خيرا قط يقول مع التوحيد فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب في رقابهم ثم يقولون يا ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحوه عنهم * قوله تعالى (وأشرقت الأرض بنور ربها) الآية * أخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه وأشرقت الأرض قال أضاءت ووضع الكتاب قال الحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وأشرقت الأرض بنور ربها قال فما يتضارون في نوره الا كما يتضارون في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه وجئ بالنبيين والشهداء قال الذين استشهدوا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال النبيون الرسل والشهداء الذين يشهدون بالبلاغ ليس فيهم طعان ولا لعان * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال يشهدون بتبليغ الرسالة وتكذيب الأمم إياهم * قوله تعالى (وسبق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم إذا سيق إليها أهلها تلفحهم بعنق منها لفحة لم تدع لحما على عظم الا ألقته على العرقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قال بأعمالهم أعمال السوء والله أعلم * قوله تعالى (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) * أخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على صورة أشد كوكب درى في السماء إضاءة * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في البعث والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما فشربوا منها فذهب ما في بطونهم من أذى أو قذى وبأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كأنما دهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان يطوفون بهم كما يطيف أهل الدنيا بالحميم فيقولون ابشر بما أعد الله لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا فتقول أنت رأيته فيقول أنا رأيته فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر شيئا من أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا أن الله تعالى قدر انه لا ألم لذهب ببصره ثم طأطأ برأسه فنظر إلى أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة فنظر إلى تلك النعمة ثم اتكأ على أريكة من أريكته ثم قال الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الآية ثم ينادى مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وفتحت أبوابها) * أخرج البخاري ومسلم والطبراني عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله الا الصائمون * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعى من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله فهل يدعى أحد منها كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه * وأخرج
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست