الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٥
ومن قرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لم يبق شئ من البشر الا قال أي رب أعذه من شرى ومن قرأ أم القرآن فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ ألهاكم التكاثر فكأنما قرأ ألف آية * وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال حم اسم من أسماء الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأبو عبيد وابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه عن المهلب بن أبي صفرة رضي الله عنه قال حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم ان ملتم الليلة حم لا ينصرون * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والحاكم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم تلقون عدوكم غدا فليكن شعاركم حم لا ينصرون * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال انهزم المسلمون بخيبر فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب حفنها في وجوههم وقال حم لا ينصرون فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعن برمح * وأخرج البغوي والطبراني عن شيبة بن عثمان رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصى ينفح في وجوههم وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون * وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصم رضي الله عنه ان رجلا كان ذا باس وكان من أهل الشام وان عمر فقده فسال عنه فقيل له في الشراب فدعا عمر رضي الله عنه كاتبه فقال له اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا اله الا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو إليه المصير ثم دعا وأمن من عنده فدعوا له أن يقبل الله عليه بقلبه وان يتوب الله عليه فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرؤها ويقول غافر الذنب قد وعدني أن يغفر لي وقابل التوب شديد العقاب قد حذرني الله عقابه ذي الطول والطول الكثير الخير إليه المصير فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر رضي الله عنه أمره قال هكذا فافعلوا إذا رأيتم أخا لكم في زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال كان شاب بالمدينة صاحب عبادة وكان عمر رضي الله عنه يحبه فانطلق إلى مصر فانفسد فجعل لا يمتنع من شر فقدم على عمر رضي الله عنه بعض أهله فسأله حتى سأله عن الشاب فقال لا تسألني عنه قال لم قال لأنه قد فسد وخلع فكتب إليه عمر رضي الله عنه من عمر إلى فلان حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو إليه المصير فجعل يقرؤها على نفسه فاقبل بخير * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه في قوله غافر الذنب وقابل التوب قال غافر الذنب لمن لم يتب وقابل التوب لمن تاب * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن أبي اسحق السبيعي قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين ان قتلت فهل لي من مثوبة فقرأ عليه حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب وقال اعمل ولا تياس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما ذي الطول السعة والغنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ذي الطول قال ذي الغنى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ذي الطول قال ذي النعم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ذي الطول قال ذي المن * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله غافر الذنب وقابل التوب الآية قال غافر الذنب لمن يقول لا إله إلا الله قابل التوب لمن يقول لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله ذي الطول ذي الغنى لا اله الا هو كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه إليه المصير مصير من يقول لا اله الا هو فيدخله الجنة ومصير من لا يقول لا اله الا هو فيدخله النار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ثابت البناني رضي الله عنه قال كنت مع مصعب بن الزبير رضي الله عنه في سواد الكوفة فدخلت حائطا أصلى ركعتين فافتتحت حم المؤمن حتى بلغت لا اله الا هو إليه المصير فإذا خلفي رجل على بغلة شهباء عليه مقطنات يمنية فقال إذا قلت قابل التوب فقل يا قابل التوب اقبل توبتي وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني ولفظ ابن أبي شيبة أعف عنى وإذا قلت ذي الطول فقل يا ذا الطول طل على بخير قال فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطنات يمنية قالوا ما رأينا أحدا كانوا يقولون انه الياس * قوله تعالى (ما يجادل في آيات الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضى الله
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست