الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٩
في تلك النار فتجئ ريح فتلقى ذلك الرماد على الأرض فإذا جاءت النفخة قال الله فإذا هم قيام ينظرون فخرج أولئك وأهل القبور سواء * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن العاصي قال ينفخ في الصور النفخة الأولى من باب إيليا الشرقي أو قال الغربي والنفخة الثانية من باب آخر * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون يقول الحسن فلا ندري أربعين سنة أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون قال أصحابه فما سألناه عن ذلك وما زاد غير أنهم كانوا يرون من رأيهم انها أربعون سنة قال وذكر لنا انه يبعث في تلك الأربعين مطر يقال له مطر الحياة حتى تطيب الأرض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ثم ينفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور قال الصور مع إسرافيل عليه السلام وفيه أرواح كل شئ يكون فيه ثم نفخ فيه نفخة الصعقة فإذا نفخ فيه نفخة البعث قال الله بعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده قال ودارة منها أعظم من سبع سماوات ومن الأرض فحلق الصور على إسرافيل وهو شاخص ببصره إلى العرش حتى يؤمر بالنفخة فينفخ في الصور * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور الآية قال الأولى من الدنيا والأخيرة من الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وعلي بن سعيد في كتاب الطاعة والعصيان وأبو يعلى وأبو الحسن القطان في المطولات وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو موسى المديني كلاهما في المطولات وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده طائفة من أصحابه ان الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى السماء فينظر متى يؤمر فينفخ فيه قلت يا رسول الله وما الصور قال القرن قلت فكيف هو قال عظيم والذي بعثني بالحق ان عظم دارة فيه لعرض السماوات والأرض فينفخ فيه النفخة الأولى فيصعق من في السماوات ومن في الأرض ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون لرب العالمين فيأمر الله إسرافيل عليه السلام في النفخة الأولى ان يمدها ويطولها فلا يفتر وهو الذي يقول الله ما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة مالها من فواق فيسير الله الجبال فتكون سرابا وترتج الأرض بأهلها رجا فتكون كالسفينة الموسقة في البحر تضربها لرياح تنكفأ بأهلها كالقناديل المعلقة بالعرش تميلها الرياح وهي التي يقول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتى الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع وتولى الناس به مدبرين ينادى بعضهم بعضا فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض كل صدع من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانتثرت نجومها وخسف شمسها وقمرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والأموات لا يعلمون شيئا من ذلك فقلت يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول ففزع من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله قال أولئك الشهداء وانما يصل الفزع إلى الاحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون ووقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه وهو الذي يقول الله يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد فينفخ نفخة الصور فيصعق أهل السماوات وأهل الأرض الا من شاء الله فإذا هم خمود ثم يجئ ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات أهل السماوات وأهل الأرض الا من شئت فيقول وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقى حملة عرشك وبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وبقيت أنا فيقول الله ليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل وينطق الله العرش فيقول يا رب تمت جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول الله له اسكت فإني كتبت الموت على من كان تحت عرشي فيموتون ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول الله عز وجل وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقى حملة عرشك وبقيت أنا فيقول الله له ليمت حملة عرشي فيموتون ويأمر الله العرش فيقبض الصور ثم يأتي ملك الموت الرب عز وجل فيقول يا رب مات حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا فيقول الله له أنت
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست