الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٢٥
قال ما خطبكما فحدثتاه فأتى الصخرة فرفعها وحده ثم استقى فلم يستق الا دلوا واحدا حتى رويت الغنم فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه وتولى موسى عليه السلام إلى الظل فقال ربى انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال فجاءته إحداهما تمشى على استحياء واضعة ثوبها على وجهها ليست بسلفع من الناس خراجة ولاجة قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها موسى عليه السلام فقال لها امشي خلفي وانعتي لي الطريق فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك فلما انتهى إلى أبيها قص عليه فقالت إحداهما يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الأمين قال يا بنية ما علمك بأمانته وقوته قالت أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه الا عشرة رجال وأما أمانته فقال امشي خلفي وانعتي لي الطريق فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك فزاد ذلك رغبه فيه فقال انى أريد ان أنكحك إحدى ابنتي هاتين إلى قوله ستجدني إن شاء الله من الصالحين أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت قال موسى عليه السلام ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على قال نعم قال الله على ما تقول وكيل فزوجه وأقام معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه وما يحتاج إليه وزوجه صفورا وأختها شرفا وهما التي كانتا تذودان * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولما ورد ماء مدين قال ورد الماء حيث ورد وانه لتترائى خضرة البقل من بطنه من الهزال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين وبينه وبينها ثمان ليال ولم يكن له طعام الا ورق الشجر وخرج إليها حافيا فما وصل حتى وقع خف قدمه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ولما ورد ماء مدين قال كان مسيره خمسة وثلاثين يوما * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أمة من الناس يسقون قال أناسا وفي قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال من طعام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ووجد من دونهم امرأتين قال أسماؤهما ليا وصفور أولهما أربع أخوات صغار يسقين الغنم في الصحاف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تذودان قال تحبسان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله تذودان قال تحبسان غنمهما حتى يفرغ الناس وتخلو لهما البئر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء قال تنتظران ان تسقيا من فضول ما في حياضهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ حتى يصدر الرعاء برفع الياء وكسر الراء في الرعاء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقد قال موسى عليه السلام رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير وهو أكرم خلقه عليه ولقد افتقر إلى شق تمرة ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال سأل فلقا من الخبز يشد بها صلبه من الجوع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما هرب موسى عليه السلام من فرعون أصابه جوع كانت ترى أمعاؤه من ظاهر الثياب قال رب انى أنزلت إلى من خير فقير * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سقى موسى للجاريتين ثم تولى إلى الظل فقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال إنه يومئذ فقير إلى كف من تمر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال شبعه يومئذ * وأخرج الفريابي وأحمد عن مجاهد قال ما سأل الا طعاما يأكله * وأخرج الفريابي وأحمد عن إبراهيم التميمي رضي الله عنه انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال ما كان معه رغيف ولا درهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن أبي الهذيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تمشى على استحياء قال جاءت مستترة بكم درعها على وجهها وأخرجه ابن المنذر عن ابن أبي الهذيل موقوفا عليه * وأخرج أحمد عن مطرف بن الشخير رضي الله عنه قال أما والله لو كان عند نبي الله شئ ما تبع 7 مذقتها ولكن حمله على ذلك الجهد * وأخرج ابن عساكر عن أبي حازم قال لما دخل موسى عليه السلام على شعيب عليه السلام إذا هو بالعشاء فقال له شعيب عليه السلام كل قال موسى عليه السلام أعوذ بالله قال ولم ألست بجائع قال بلى ولكن
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست