الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١١٤
في الأسماء والصفات عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت وما هن قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي على ألم يقل الله ولقد رآه بالأفق المبين ولقد رآه نزلة أخرى فقالت أنا أول هذه الأمة سال عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت أولم تسمع الله عز وجل يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير أولم تسمع الله يقول وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا إلى قوله على حكيم ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله جل ذكره يقول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إلى قوله والله يعصمك من الناس قالت ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله * قوله تعالى (بل أدارك علمهم) الآيات * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بل أدارك علمهم في الآخرة قال حين لم ينفع العلم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ بل أدرك علمهم في الآخرة قال لم يدرك علمهم قال أبو عبيد يعنى أنه قرأها بالاستفهام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بل أدرك علمهم في الآخرة يقول غاب علمهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بل أدرك علمهم في الآخرة قال أم أدرك علمهم أم هم قوم طاغون بل هم قوم طاغون * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ بل أدارك علمهم مثقلة مكسورة اللام على معنى تدارك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل أدارك علمهم في الآخرة قال تتابع علمهم في الآخرة بسفههم وجهلهم بل هم منها عمون قال عموا عن الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ بل أدرك علمهم في الآخرة قال اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة وفي قوله فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين قال كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب لكم * وأخرج عبد حميد عن قتادة عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب منكم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد عسى أن يكون ردف لكم قال عجل لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ردف لكم قال أزف لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ردف لكم بعض الذي تستعجلون قال من العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون قال يعلم ما عملوا بالليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ليعلم ما تكن صدورهم قال السر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب يقول ما من شئ في السماء والأرض سرا وعلانية الا يعلمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وما من غائبة الآية يقول ما من قوله ولا عملي في السماء والأرض الا وهو عنده في كتاب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السماوات والأرض * قوله تعالى (ان هذا القرآن يقص) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان هذا القرآن يقص على بني إسرائيل يعنى اليهود والنصارى أكثر الذي هم فيه يختلفون يقول هذا القرآن يبين لهم الذي اختلفوا فيه * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن علي قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتك ستفتتن من بعدك فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها فقال كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر فحكم به عصمه الله هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بنيكم وهو الفصل ليس بالهزل * قوله تعالى (انك لا تسمع الموتى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله انك لا تسمع الموتى قال هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع به ولا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يقول لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع ولا
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست