الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٢٣
عنه في قوله قال رب انى ظلمت نفسي قال عرف نبي الله عليه السلام من أين المخرج فأراد المخرج فلم يلق ذنبه على ربه قال بعض الناس أي من جهة المقدور * قوله تعالى (قال رب بما أنعمت على) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال معينا للمجرمين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال لن أعين بعدها ظالما على فجره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد الله بن الوليد الوصافي رضي الله عنه أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور السلطان شيئا الا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج فان ترك قلمه صار عليه دين واحتاج وان اخذ به كان له فيه غنى قال يكتب لمن قال لخالد بن عبد الله القسري قال ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين فلا يهتم بشئ وليرم بقلمه فان الله سيأتيه برزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة الكاتب الضبي قال قال رجل لعامر يا أبا عمرو انى رجل كاتب أكتب ما يدخل وما يخرج آخذ ورقا استغنى به أنا وعيالي قال فلعلك تكتب في دم يسفك قال لا قال فلعلك تكتب في مال يؤخذ قال لا قال فلعلك تكتب في دار تهدم قال لا قال أسمعت بما قال موسى عليه الصلاة والسلام رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال أبلغت إلى يا أبا عمرو الله لا أخط لهم بقلم أبدا قال والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا * وأخرج الحاكم عن أبي بردة رضي الله عنه قال صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما العصر فسمعته يقول في ركوعه رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سلمة بن نبيط رضى الله عنه قال بعث عبد الرحمن ابن مسلم إلى الضحاك فقال اذهب بعطاء أهل بخارى فاعطهم فقال اعفني فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه فقال له بعض أصحابه ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئا فقال لا أحب أن أعين الظلمة على شئ من أمرهم * قوله تعالى (فأصبح في المدينة) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فأصبح في المدينة خائفا قال خائفا أن يؤخذ * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يترقب قال يتلفت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يترقب قال يتوحش * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال هو صاحب موسى الذي استنصره بالأمس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال الذي استنصره هو الذي استصرخه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال الاستصراخ الاستغاثة قال والاستنصار والاستصراخ واحد قال موسى انك لغوي مبين فاقبل عليه موسى عليه السلام فظن الرجل أنه يريد قتله فقال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس قال قبطي قريب منهما يسمعهما فأفشى عليهما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما أن أراد أن يبطش قال ظن الذي من شيعته انما يريده فذلك قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس أنه لم يظهر على قتله أحد غيره فسمع قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس عدوهما فأخبر عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال من قتل رجلين فهو جبار ثم تلا هذه الآية أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ان تريد الا أن تكون جبارا في الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال لا يكون الرجل جبارا حتى يقتل نفسين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني قال آية الجبابرة القتل بغير حق والله أعلم * قوله تعالى (وجاء رجل) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال كان اسم الذي قال لموسى ان الملا يأتمرون بك شمعون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يعمل ليس بالسيد اسمه حزقيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال ذهب القبطي فأفشى عليه أن موسى هو الذي قتل الرجل فطلبه فرعون وقال خذوه فإنه الذي قتل صاحبنا وقال الذين يطلبونه اطلبوه في ثنيات الطريق فان موسى غلام لا يهتدى للطريق وأخذ موسى عليه السلام في ثنيات الطريق وقد جاء الرجل
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست