الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٣
ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خلقا من بعد خلق قال علقمة ثم مضغة ثم عظاما في ظلمات ثلاث قال ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة * قوله تعالى (ان تكفروا فان الله غنى عنكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما ان تكفروا فان الله غنى عنكم يعنى الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فيقولون لا إله إلا الله ثم قال ولا يرضى لعباده الكفر وهم عباده المخلصون الذين قال إن عبادي ليس لك عليهم سلطان فالزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحببها إليهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولا يرضى لعباده الكفر قال لا يرضى لعباده المسلمين الكفر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال والله ما رضى الله لعبده ضلالة ولا أمره بها ولا دعا إليها ولكن رضى لكم طاعته وأمركم بها ونهاكم عن معصيته * قوله تعالى (دعا ربه منيبا إليه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله دعا ربه منيبا إليه قال أي مخلصا إليه * قوله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه تلا هذه الآية أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه الآية قال ذاك عثمان بن عفان وفي لفظ نزلت في عثمان بن عفان * وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج جويبر عن عكرمة مثله * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في ابن مسعود وعمار وسالم مولى أبى حذيفة رضي الله عنهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحذر الآخرة يقول يحذر عذاب الآخرة * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر عذاب الآخرة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) * أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في الموت فقال كيف تجدك قال أرجو وأخاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن الا أعطاه الذي يرجو وأمنه الذي يخاف * قوله تعالى (وأرض الله واسعة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأرض الله واسعة قال أرضى واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان * قوله تعالى (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * أخرج عبد بن حميد وابن جرر عن قتادة رضي الله عنه انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال لا والله ما هناك مكيال ولا ميران * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا ويحثه عليه حثا فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام صوت معروف قال جبريل عليه السلام يا رب عبدك فلان اقض حاجته فيقول الله تعالى دعه انى أحب أن أسمع صوته فإذا قال يا رب قال الله تعالى لبيك عبدي وسعديك وعزتي لا تدعوني بشئ الا استجبت لك ولا تسألني شيئا الا أعطيتك اما أن أعجل لك ما سالت واما أن أدخر لك عندي أفضل منه واما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنصب الموازين يوم القيامة فيأتون باهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ويصب عليهم الاجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل وذلك قوله انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى باهل البلاء يوم
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست