الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٧
(ضرب الله مثلا رجلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال الرجل يعبد آلهة شئ فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الأوثان رجلا سالما يعبد إلها واحدا ضرب لنفسه مثلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال هو المشرك تنازعه الشياطين لا يعرفه بعضهم لبعض ورجلا سالما لرجل قال هذا المؤمن أخلص لله الدعوة والعبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سالما لرجل قال مثل آلهة الباطل واله الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه شركاء متشاكسون يعنى الصنم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ورجلا سالما قال ليس لأحد فيه شئ * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأها ورجلا سلما لرجل بغير ألف منصوبة اللام * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي رضي الله عنه قال قراءة عبد الله بن عمر رضي الله عنه ورجلا سالما لرجل قال خالصا لرجل فإنما يعنى مستسلما لرجل * قوله تعالى (انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى ان هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين من قبل انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا انك ميت وانهم ميتون انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فقلت لم نختصم أما نحن فلا نعبد الا الله وأما ديننا فالاسلام وأما كتابنا فالقرآن لا نغيره أبدا ولا نحرف الكتاب وأما قبلتنا فالكعبة وأما حرمنا فواحد وأما نبينا فمحمد صلى الله عليه وسلم فكيف نختصم حتى كفح بعضنا وجه بعض بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قالت نزل علينا الآية ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندري ما تفسيرها ولفظ عبد بن حميد وما ندري فيم نزلت قلنا ليس بيننا خصومة فما التخاصم حتى وقعت الفتنة فقلنا هذا الذي وعدنا ربنا ان نختصم فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن عساكر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندري فيم نزلت قلنا ليس بيننا خصومة قالوا وما خصومتنا ونحن اخوان فلما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا هذه خصومة ما بيننا * وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى رضي الله عنه قال لما قرئت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قيل يا رسول الله فما الخصومة قال في الدماء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله انك ميت وانهم ميتون قال نعى لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه ونعى لكم أنفسكم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في البعث والنشور عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال لما نزلت انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلت يا رسول الله أينكر علينا ما يكون بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم لينكرن ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير رضي الله عنه فوالله ان الامر لشديد * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال لما أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير رضي الله عنه يا رسول الله يكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ليكرر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير رضي الله عنه ان الامر لشديد * وأخرج سعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست