الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٢
منه الا بك فقال لا يولد لك ولد الا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء قال يا رب زدني قال الحسنة عشرا أو أزيد والسيئة واحدة أو أمحوها قال يا رب زدني قال باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد قال يا رب زدني قال يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم * وأخرج أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم لغفر لكم والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم * وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أوحى الله إلى داود عليه السلام يا داود ان العبد من عبيدي ليأتيني بالحسنة فاحكمه في قال داود عليه السلام وما تلك الحسنة قال كربة فرجها عن مؤمن قال داود عليه السلام اللهم حقيق على من عرفك حق معرفتك أن لا يقنط منك * وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل عليه السلام يا محمد ان الله يخاطبني يوم القيامة فيقول يا جبريل مالي أرى فلان بن فلان في صفوف أهل النار فأقول يا رب انا لم نجد له حسنة يعود عليه خيرها اليوم فيقول الله انى سمعته في دار الدنيا يقول يا حنان يا منان فأته فاسأله فيقول وهل من حنان ومنان غيري فآخذ بيده من صفوف أهل النار فادخله في صفوف أهل الجنة * وأخرج ابن الضريس وأبو القاسم بن بشير في أماليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى ولم يرخص لهم في معاصيه ولم يؤمنهم عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة منه إلى غيره انه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال إن للمقنطين جسرا يطأ الناس يوم القيامة على أعناقهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ألم أحدث انك تعظ الناس قال بلى قالت فإياك واهلاك الناس وتقنيطهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس رحمة الله تعالى ثم مات فقال أي رب مالي عندك قال النار قال فأين عبادتي واجتهادي فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتي وانا أقنطك اليوم من رحمتي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان ناسا أصابوا في الشرك عظاما فكانوا يخافون أن لا يغفر لهم فدعاهم الله بهذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز لا حق بن حميد السدوسي قال لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا إلى آخر الآية قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس وتلا عليهم فقام رجل فقال يا رسول الله والشرك بالله فسكت فأعاد ذلك ما شاء الله فأنزل الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى قوله وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له قال عكرمة رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما فيها علقة وأنيبوا إلى ربكم * قوله تعالى (وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا قال اقبلوا إلى ربكم * وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن يعلى رضي الله عنه قال الإنابة الدعاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت الآيات قال أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قيل إن يعملوه ولا ينبئك مثل خبير أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين يقول 7 المحلوقين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين يقول من المهتدين فأخبر الله سبحانه وتعالى انهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى قال الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون وقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة قال ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست