الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٧١
وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت رب اغفر له فإنه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة * وأخر الدارمي عن خالد بن معدان رضى الله تعالى عنه قال إن ألم تنزيل تحادل عن صاحبها في القبر تقول اللهم ان كنت من كتابك فشفعني فيه وان لم أكن من كتابك فامحني منه وانها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر وفي تبارك مثله فكان خالد رضي الله عنه لا يبيت حتى يقرأ بهما * وأخرج الدارمي وابن الضريس عن كعب رضي الله عنه قال من قرأ في ليلة ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة * وأخرج الدارمي والترمذي وابن مردويه عن طاوس رضي الله عنه قال ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك تفضلان على كل سورة في القرآن بستين حسنة * وأخرج ابن مردويه عن طاوس رضى الله تعالى يعنه انه كان يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك في صلاة العشاء وصلاة الفجر كل يوم وليلة في السفر والحضر ويقول من قرأهما كتب له بكل آية سبعون حسنة فضلا عن سائر القرآن ومحيت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة * وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال كان طاوس رضى الله تعالى عنه لا ينام حتى قرأ هاتين السورتين تنزيل وتبارك وكان يقول كل آية منها تشفع ستين آية يعنى تعدل ستين آية * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق حاتم بن محمد عن طاوس رضي الله عنه قال ما على الأرض رجل يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك في ليلة الا كتب الله له مثل أجر ليلة القدر قال حاتم رضي الله عنه فذكرت ذلك لعطاء رضي الله عنه فقال صدق طاوس والله ما تركتهن منذ سمعت بهن الا أن أكون مريضا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال عزائم سجود القرآن ألم تنزيل السجدة وحم تنزيل السجدة والنجم واقرأ باسم ربك الذي خلق * وأخرج أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأولتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة تنزيل السجدة * وأخرج عبد الرزاق عن أبي العالية رضى الله تعالى عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رمقوه في الظهر فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر تنزيل السجدة * قوله تعالى (ألم تنزيل) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله تعالى عنه في قوله لتنذر قوما مقال قريش ما أتاهم من نذير من قبلك قال لم يأتهم ولا آباءهم لم يأت العرب رسول من الله عز وجل * قوله تعالى (يدبر الامر) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يدبر الامر قال ينحدر الامر من السماء إلى الأرض ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة في السير خمسمائة حين ينزل وخمسمائة حين يعرج * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله يدبر الامر الآية قال ينزل الامر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يدبر الامر قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله يدبر الامر الآية قال تعرج الملائكة وتهبط في يوم مقداره ألف سنة * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال من الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة رضى الله تعالى عنه قال دخلت على ابن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال فيروز يا أبا عباس قوله يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فكأن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما اتهمه فقال ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال انما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس رضي الله عنهما هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره ان أقول في كتاب الله مالا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب رضي الله عنه فسأله عنها انسان فلم يخبر ولم يدر فقلت الا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس قال بلى
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست