الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٧٦
بولده والمولود بوالده ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة فيحبسون فيقولون تحسبونا ما كان لنا أموال ولا كنا أمراء * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال هم قوم لا يزالون يذكرون الله اما في الصلاة واما قياما واما قعودا وأما إذا استيقظوا من منامهم هم قوم ملا يزالون يذكرون الله تعالى * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ربيعة الجرشى رضي الله عنه قال بجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد فيكونون ما شاء الله أن يكونوا فينادى مناد سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيقومون وفيهم قلة ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود فينادى سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم أكثر من الأولين ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود وينادى سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم أكثر من الأولين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما تتجافى جنوبهم عن المضاجع يقول تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله ما في الصلاة واما في قيام أو قعود أو على جنوبهم فهم لا يزالون يذكرون الله * قوله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم) * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرأت أعين * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن أبي هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرأت أعين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة ثم قال ومن دونهما جنتان لم يعلم الخلق ما فيهما وهي التي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون يأتيهم فيها كل يوم تحفة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إنه لمكتوب في التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلم ملك مقرب ولا نبي مرسل وانه لفي القرآن فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وهناد كلاهما في الزهد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن الأنباري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة رضي الله عنه اقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الواحد رضي الله عنه قال بلغني ان الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت فتقول أنا مزيد فيمكث معها سبعين سنة ويلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت فتقول أنا الذي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه قال إن الرجل من أهل الجنة ليجئ فيشرف عليه النساء فيقلن يا فلان بن فلان ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا فيقول من أنتن فيقلن نحن من اللاتي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم وذلك قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب قال سأصف لكم منزل الرجل من أهل الجنة كان يطلب في الدنيا حلالا ويأكل حلالا حتى لقى الله على ذلك فإنه يعطى يوم القيامة قصرا من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف غرفة وأسفل الغرف سبعون ألف بيت في كل بيت سقفه صفائح الذهب والفضة ليس بموصول ولولا أن الله سخر له النظر إليه لذهب بصره من نوره عرض الحائط اثنا عشر ميلا وطوله في السماء سبعون ميلا في كل بيت سبعون ألف باب يدخل عليه
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست